وعن أبي ذر أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم سئل عن أول مسجد وضع للناس ، فقال : المسجد الحرام ، ثم بيت المقدس ، وسئل كم بينهما؟ فقال : أربعون سنة.
وقيل : هو أول بيت وضع على وجه الماء ، عند خلق السموات والأرض ، خلقه الله تعالى قبل الأرض بألفي عام ، وكان زبدة بيضاء على وجه الماء ، فدحيت الأرض تحته.
وقيل : لما أهبط آدم قالت له الملائكة : طف حول هذا البيت ، فلقد طفنا قبلك بألفي عام ، وهو زبدة بيضاء إلى آخر الخبر.
واختلفوا من أول بناه؟ فقيل : إبراهيم عليهالسلام ، وكان في موضعه قبل آدم بيت يقال له : الضراح (١) ، وهو البيت المعمور ، فرفع في وقت الطوفان إلى السماء الرابعة ، تطوف به الملائكة ، فبناه إبراهيم ، ثم بناه قوم من العرب من جرهم ، ثم هدم ، فبنته العمالقة ، وهم أولاد عليق بن سام بن نوح ، ثم هدم ، فبناه قريش.
وعن ابن عباس هو أول بيت حج بعد الطوفان.
وقيل : أول بيت ظهر على وجه الماء بعد أن خلق الله السموات والأرض.
وقيل : خلقه الله على وجه الماء ، وكان زبدة بيضاء عن مجاهد ، وقتادة ، والسدي
وقيل : أنزل مع آدم ليطوف به.
وقوله تعالى : (وُضِعَ لِلنَّاسِ) والواضع له الله تعالى ، وقد قرئ في الآحاد (وَضَعَ) على البناء للفاعل ، والمعنى : جعله الله متعبدا ، وقوله
__________________
(١) بالضاد المعجمة. صحاح.