قال الأكثر : هذه الآية محكمة غير منسوخة ، وروي ذلك عن ابن عباس ، وطاووس ، وأبي علي ، وأبي القاسم.
وقيل : إنها منسوخة بقوله تعالى في سورة التغابن : (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن : ١٦] وهذا مروي عن قتادة ، والربيع ، وابن زيد ، والسدي.
وقال أبو علي : هذا خطأ ؛ لأن من اتقى جميع المعاصي فقد اتقى الله حق تقاته فلا يجوز أن ينسخ ؛ لأن في ذلك إباحة بعض المعاصي.
قيل : وقد حمل قولهم على أنه كان يجب تحمل الواجب مع الخوف والأمن.
وقيل : كان يجب تحمل المغلظ والمخفف ، فنسخ المغلظ ، قال القاضي : لا معنى للنسخ.
قال في الثعلبي : وقيل : إنها نزلت لما تفاخر ثعلبة بن غنم من الأوس ، وسعد بن زرارة من الخزرج ، فقال الأوسي : منا خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، ومنا حنظلة غسيل الملائكة ، ومنا عاصم بن ثابت بن أقلح حمي الدبر (١) ، ومنا سعد بن معاذ الذي اهتز عرش الرحمن لموته ، ورضي الله بحكمه في بني قريظة.
وقال الخزرجي : منا أربعة أحكموا القرآن : أبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد ، ومنا سعد بن عبادة خطيب الأنصار ورئيسهم ، فجرى الحديث وطال حتى أخذوا السلاح فنزلت.
__________________
(١) وقد تقدم في قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَولُهُ) الآية.