وثمرة الآية : أنه يجب أن يحب الإنسان لأخيه ما يحب لنفسه ، ويجب أن يحب لذرية غيره من المؤمنين ما يحب لذريته ، وأن على ولي اليتيم أن لا يؤذي اليتيم ، بل يكلمه كما يكلم أولاده ، بالأدب الحسن ، والترحيب ، ويدعو اليتيم : يا بني ، يا ولدي ، وقد جاء في الرقة على الأيتام آثار كثيرة :
منها : ما رواه الحاكم في السفينة ، عن أبي الدرداء ، قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد أتاه رجل يشتكي قسوة قلبه : (أتحب أن يلين قلبك؟ قال :
نعم. أدن اليتيم منك ، وامسح رأسه ، وأطعمه من طعامك ، فإن ذلك يلين قلبك ، ويقدرك على حاجتك عند الله).
ومن ثمراتها : أن من حضر مريضا ، وأراد أن يوصي بفوق الثلث ، أن يقول : لا تجحف بأولادك ، ولا تسرف في وصيتك ، كما قال صلىاللهعليهوآلهوسلم لسعد بن معاذ ، وقيل : سعد بن أبي وقاص : (إنك إن تترك أولادك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس).
وقد اختلف ما الأفضل للمريض في الوصية؟ فعندنا : يوصي إلى الثلث ، لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم (إن الله جعل لكم الثلث في آخر أعماركم ، زيادة في أعمالكم).
وقال الناصر : بدون الثلث ، لأن في حديث سعد بن الربيع بالثلث ، والثلث كثير ، وهكذا عن أصحاب الشافعي إذا كان ورثته فقراء.
قال في الكشاف : وكان الصحابة رضي الله عنهم يستحبون أن لا تبلغ الوصية الثلث ، وأن الخمس أفضل من الربع ، والربع أفضل من الثلث.