وعن عطاء : ولو قبل موته بفواق فاقة.
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر» (١).
وعن الحسن : أن إبليس قال حين أهبط إلى الأرض : وعزتك لا أفارق ابن آدم ما دام روحه في جسده ، فقال : «وعزتي لا أغلق عليه (٢) باب التوبة حتى يغرغر» (٣) ، ودل أول الآية وهو قوله تعالى : (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ) [النساء : ١٧] (٤) أن التوبة مقبولة من أي : ذنب ولا فرق بين المرتد ، والزنديق ، والقاتل.
__________________
(١) أخرجه الترمذي وقال حسن غريب وابن ماجة في سننه () ، والحاكم في المستدرك (٤ / ٢٥٧) ، وصححه ووافقه الذهبي ، ورواه أحمد في المسند (٢ / ١٣٢) (٣ / ٤٢٥) عن ابن عمر ، وأيضا مطولا من حديث عبد الرحمن البيلماني ، وقال الهيثمي في المجمع (١٠ / ١٩٧) ورجاله رجال الصحيح عبر عبد الرحمن وهو ثقة ، والطبري في تفسيره (٣ / ٦٤٣) خبر (٨٨٥٨ وما بعده) والقرطبي في تفسيره (٥ / ٩٢).
الغرغرة : تردد الروح في الحلق. ويقال : الراعي يغرغر بصوته ، أي : يردده في حلقه. صحاح.
(٢) في نسخة (لا أغلق عنه).
(٣) احتج به الطبري في تفسيره (٣ / ٦٤٣) والثعالبي في تفسيره (٢ / ١٩٢) ، ومنه المحرر الوجيز (٢ / ٢٤) ، كما احتج به الطبرسي في تفسيره (٤ / ٥١ ـ ٥٢) عن الحسن ، الخازن في تفسيره (١ / ٣٥٥) والقرطبي في تفسيره (٥ / ٩٣).
(٤) قد تقدم في آل عمران قوله تعالى : (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً) الآية ، فاشترط العلم عناك لوقوع الصفتين ، وهنا بخلافه. قال الحاكم في تهذيبه «بجهالة) قيل : على جهة المعصية لله ، لأن كل معصية له جهالة عن مجاهد وقتادة والضحاك ، لأن الجهل بعاقبتها يدعو إليها ، وقيل : بحال كحال الجهالة التي يعلم صاحبها ما عليه في فعلها من المضرة ، وقيل : يعلم كنه ما فيه من العقوبة فلم يجهل الذنب ولكن جهل العقوبة عن الكلبي ، والمراد به كل المعاصي ، قال أبو العالية : أجمعت الصحابة أن كل شيء عصيبه ربه فهو جهالة ، وروي نحوه عن قتادة ، وقيل : بجهالة اختيارهم اللذة الفانية على الباقية عن الزجاج ، وقيل : يجهلون أنها ذنوب إما بتأويل ، أو بترك النظر ، فلا يعلمون أنها معصية عن أبي علي)