يعني : ولا دار مروان (١).
القول الثالث : مروي عن أبي هاشم والسدي أن المعنى : ما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا وإيمانه باق إلا أن يكون خطأ ، وقيل : المعنى ما كان قتل المؤمن يترك فيه القصاص إلا أن يكون خطأ ، هذا مروي عن الأصم.
وقال علي بن موسى القمي : المعنى ليس له قتل المؤمن إلا أن يتوسمه مشركا في دار الحرب ، وقيل : إن الاستثناء منقطع ، وإن إلا بمعنى لكن ، وقد جاء نحو ذلك في قوله : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) وليس اللمم بكبيرة ، وقال تعالى في سورة النمل : (إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ) وقال الشاعر :
وبلدة ليس بها أنيس |
|
إلا اليعافير وإلا العيس |
والقصاص والدية والكفارة تتعلق بفعل العبد ، وهو تفريق البنية التي يتعقبها زهوق الروح ففي القتل موت ، وقد يكون الموت لا قتل فيه ، وخروج الروح وهو : النّفس المتفرّق في الأعضاء مفوّض إلى الملك ، وقد أعطاهم الله تعالى (٢) آلة يتمكنون بها من إخراج ذلك من بدن الإنسان.
وأما الموت فإن جعل معنى فهو أمر ثالث من فعل الله تعالى ، وهذا
__________________
(١) الظاهر أن جار الخليفة بيان لواحدة المخرجة من دار المنفية ، وإلا دار مروان إخراج بعد أخراج ، ويجوز أن تكون غير صفة ، والمعنى : نفي كل دار متصفة بالمغايرة لدار الخليفة ، إلا دار مروان ، وهذا أظهر ؛ لأن الإستثناءات المتعددة المخرجة من شيء واحد قليلا ما ترد من غير عطف ، وحينئذ لا حجة في البيت ، والله أعلم فليتأمل. اللهم أن يقال قد جعل إلا للعطف ، والبيت حجة فيه فيحقق.
(ح / ص).
(٢) ساقط في (ب).