(إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ)(١). وليست تشهد الجوارح على مؤمن ، إنّما تشهد على من حقّت عليه كلمة العذاب.
فأمّا المؤمن فيعطى كتابه بيمينه قال الله عزوجل : (فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً)(٢) وسورة النور أنزلت بعد سورة النساء ، وتصديق ذلك أنّ الله ـ عزوجل ـ أنزل عليه في سورة النساء : (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً)(٣) والسبيل الّذي قال الله عزوجل : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(٤)(٥).
[٢ / ٢٣٠] وبإسناده عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «قيل لأمير المؤمنين عليهالسلام : من شهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان مؤمنا؟ قال : فأين فرائض الله؟».
قال : وسمعته يقول : «كان عليّ عليهالسلام يقول : لو كان الإيمان كلاما لم ينزل فيه صوم ولا صلاة ولا حلال ولا حرام. قال : وقلت لأبي جعفر عليهالسلام : إنّ عندنا قوما يقولون : إذا شهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فهو مؤمن ، قال : فلم يضربون الحدود ولم تقطع أيديهم؟! وما خلق الله ـ عزوجل ـ خلقا أكرم عليه من المؤمن ، لأنّ الملائكة خدّام المؤمنين وأنّ جوار الله للمؤمنين وأنّ الجنّة للمؤمنين وأنّ الحور العين للمؤمنين ، ثمّ قال : فما بال من جحد الفرائض كان كافرا؟» (٦)
[٢ / ٢٣١] وبإسناده عن سلّام الجعفي قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الإيمان ، فقال : «الإيمان أن يطاع الله فلا يعصى» (٧).
__________________
(١) النور ٢٤ : ٢٣ و ٢٤.
(٢) الإسراء ١٧ : ٧٤. فتيلا أي أدنى شيء.
(٣) النساء ٤ : ١٤.
(٤) النور ٢٤ : ١ و ٢.
(٥) الكافي ٢ : ٢٨ ـ ٣٣ / ١.
(٦) المصدر : ٣٣ / ٢.
(٧) المصدر : ٣٣ / ٣.