المؤمنون من اهل الكتاب. ثمّ جمع الفريقين فقال : (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(١).
قال الشيخ أبو جعفر الطوسي : وحملها على العموم في الفريقين ، محكيّ عن ابن عبّاس وابن مسعود (٢).
[٢ / ٢٨٩] وقال ابن كثير : واختلف المفسّرون في الموصوفين هنا ... على أقوال منها : أنّ الموصوفين أوّلا هم الموصوفون ثانيا ، وهم كلّ مؤمن ، مؤمنو العرب ومؤمنو أهل الكتاب وغيرهم. قاله مجاهد وأبو العالية والربيع بن أنس وقتادة (٣).
[٢ / ٢٩٠] وقال مقاتل بن سليمان : فهاتان الآيتان نزلتا في مؤمني أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والمهاجرين ، ثمّ ذكر مؤمني أهل التوراة : عبد الله بن سلام وأصحابه ، منهم أسيد بن زيد ، وأسد بن كعب ، وسلام بن قيس ، وثعلبة بن عمرو ، وابن يامين واسمه سلام فقال : (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ) يعني يصدّقون (بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) يا محمّد من القرآن أنّه من الله نزل (وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) على الأنبياء يعني التوراة والإنجيل والزبور (وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) يعني يصدّقون بالبعث الّذي فيه جزاء الأعمال بأنّه كائن.
ثمّ جمعهم جميعا فقال ـ سبحانه ـ : (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(٤).
[٢ / ٢٩١] وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في قوله : (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) : هؤلاء المؤمنون من أهل الكتاب (٥).
[٢ / ٢٩٢] وقال الشيخ أبو جعفر الطوسي : ويجوز أن يكون سمّيت (الآخرة) بذلك لتأخيرها عن الخلق ، كما سمّيت الدنيا دنيا لدنوّها من الخلق ؛ وإيقانهم ما جحده المشركون من البعث والنشور والحساب والعقاب ، وروي ذلك عن ابن عبّاس (٦).
__________________
(١) الطبري ١ : ١٥٦ / ٢٤٢ ؛ ابن كثير ١ : ٤٧ و ٤٦.
(٢) التبيان ١ : ٥٩.
(٣) ابن كثير ١ : ٤٦.
(٤) تفسير مقاتل ١ : ٨١ ـ ٨٤.
(٥) الطبري ١ : ١٥٥ / ٢٤٠.
(٦) التبيان ١ : ٥٨.