[٢ / ٦٨٢] وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال : إنّ ناركم هذه تعوّذ من نار جهنم (١).
[٢ / ٦٨٣] وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله : (أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) قال : أي لمن كان على مثل ما أنتم عليه من الكفر (٢).
[٢ / ٦٨٤] وروى مسلم بإسناده عن عبد الله بن مسعود «قال : كنّا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ سمع وجبة ؛ فقال النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : تدرون ما هذا؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ؛ قال : هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا فهو يهوي في النار الآن حتّى انتهى إلى قعرها» (٣).
الوجبة ـ بالجيم والباء الموحّدة ـ : السقطة مع الهدّة (التهدّم). أو صوت الساقط.
[٢ / ٦٨٥] وروى بإسناده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «احتجّت النار والجنّة ، فقالت هذه : يدخلني الجبّارون والمتكبّرون ، وقالت هذه : يدخلني الضعفاء والمساكين ؛ فقال الله ـ عزوجل ـ لهذه : أنت عذابي أعذّب بك من أشاء ، وقال لهذه : أنت رحمتي أرحم بك من أشاء ، ولكلّ واحدة منكما ملؤها» (٤).
[٢ / ٦٨٦] وروى البخاري بإسناده إلى أبي هريرة قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «تحاجّت الجنّة والنار ، فقالت النار : أوثرت بالمتكبّرين والمتجبّرين! وقالت الجنّة : ما لي لا يدخلني إلّا ضعفاء الناس وسقطهم! قال الله تبارك وتعالى للجنّة : أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي. وقال للنار : إنّما أنت عذابي أعذّب بك من أشاء من عبادي. ولكلّ واحدة منهما ملؤها. فأمّا النار فلا تمتلئ حتّى يضع رجله فتقول : قط قط قط ، فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض ولا يظلم الله ـ عزوجل ـ من خلقه أحدا. وأمّا الجنّة فإنّ الله ينشئ لها خلقا!» (٥).
قلت : في أمثال هذه الأحاديث بعض النكارة لا بدّ من تأويلها إن صحّت.
__________________
(١) الدرّ ١ : ٩١ ؛ المصنّف ٨ : ٩٦ / ٣٠ ، باب ١ ، كتاب ذكر النار ، باب ما ذكر فيما أعدّ لأهل النار وشدّته.
(٢) الدرّ ١ : ٩١ ؛ الطبري ١ : ٢٤٥ / ٤٢٤ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٦٥ / ٢٤٨ ؛ ابن كثير ١ : ٦٥.
(٣) مسلم ٨ : ١٥٠ ، كتاب الجنّة وصفة نعيمها وأهلها ، باب في شدّة حرّ نار جهنّم وبعد قعرها ؛ ابن كثير ١ : ٦٥.
(٤) مسلم ٨ : ١٥٠ ـ ١٥١ ، كتاب الجنّة وصفة نعيمها ، باب النار يدخلها الجبّارون والجنّة يدخلها الضعفاء.
(٥) البخاري ٦ : ٤٨ ، تفسير سورة ق.