معهم» (١).
[٢ / ١١٤٦] وروى عليّ بن إبراهيم القمّي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل عن زرارة عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «لمّا أعطى الله ـ تبارك وتعالى ـ إبليس ما أعطاه من القوّة ، قال آدم : يا ربّ سلّطت إبليس على ولدي وأجريته فيهم مجرى الدم في العروق وأعطيته ما أعطيته ، فما لي ولولدي؟ فقال : لك ولولدك ، السيّئة بواحدة والحسنة بعشر أمثالها ، قال : ربّ زدني ، قال : التوبة مبسوطة إلى حين تبلغ النفس الحلقوم ، قال : يا ربّ زدني ، قال : أغفر ولا أبالي ، قال : حسبي. قال زرارة : قلت له : ـ جعلت فداك ـ بماذا استوجب إبليس من الله أن أعطاه؟ فقال : بشيء كان منه ، شكره الله عليه. قلت : وما كان منه جعلت فداك؟ قال : ركعتان ركعهما في السماء في أربعة آلاف سنة» (٢).
[٢ / ١١٤٧] وقال القرطبي : قوله : (إِلَّا إِبْلِيسَ) نصب على الاستثناء المتّصل ؛ لأنّه كان من الملائكة على قول الجمهور : ابن عبّاس وابن مسعود وابن جريج وابن المسيّب وقتادة وغيرهم ... وهو اختيار الشيخ أبي الحسن ، ورجّحه الطبري ؛ وهو ظاهر الآية (٣).
[٢ / ١١٤٨] وأخرج ابن جرير عن محمّد بن إسحاق ، قال : أمّا العرب فيقولون : ما الجنّ إلّا كلّ من اجتنّ فلم ير. وأمّا قوله : (إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِ)(٤) أي كان من الملائكة ، وذلك أنّ الملائكة اجتنّوا فلم يروا ، وقد قال الله ـ جل ثناؤه ـ : (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ)(٥) وذلك لقول قريش : إنّ الملائكة بنات الله. فيقول الله : إن تكن الملائكة بناتي فإبليس منها ، وقد جعلوا بيني وبين إبليس وذرّيته نسبا. قال : وقد قال الأعشى ، أعشى بني قيس بن ثعلبة
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٥٦ ـ ٥٧ ؛ الكافي ٢ : ٤١٢ / ١ ، كتاب : الإيمان والكفر ، باب : في ذكر المنافقين والضلّال وإبليس ؛ البحار : ٦٠ : ٢٦٢ / ١٤٢ ؛ البرهان ١ : ١٧٥ / ٧.
(٢) البرهان ١ : ١٧٤ ـ ١٧٥ / ٦ ؛ القمي ١ : ٤٢ ؛ البحار ١١ : ١٤٢ / ٨.
(٣) القرطبي ١ : ٢٩٤ ؛ البغوي ١ : ١٠٤ ، بلفظ : فقال ابن عبّاس وأكثر المفسرين : كان إبليس من الملائكة ؛ التبيان ١ : ١٥٠ ، بلفظ : فقال ابن عبّاس وابن مسعود وابن المسيّب وقتادة وابن جريج والطبريّ : إنّه كان منهم ، بدلالة استثنائه من جملتهم هاهنا في قوله : (إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ) ... قال : وهو المرويّ عن أبي عبد الله عليهالسلام ؛ مجمع البيان ١ : ١٦٢ ؛ أبو الفتوح ١ : ٢١١.
(٤) الكهف ١٨ : ٥٠.
(٥) الصافّات ٣٧ : ١٥٨.