[٢ / ١١٨٨] وأخرج أبو الشيخ وابن عساكر من وجه آخر عن ابن عبّاس قال : إنّما سمّيت المرأة مرأة لأنّها خلقت من المرء ، وسمّيت حوّاء لأنّها أمّ كلّ حيّ (١).
[٢ / ١١٨٩] وأخرج سفيان بن عيينة عن مجاهد قال : نام آدم فخلقت حوّاء من قصيراه ، فاستيقظ فرآها فقال : من أنت؟ فقالت : أنا آثا يعني امرأة بالسّريانيّة ، وفي رواية أخرى : بالنبطيّة (٢).
[٢ / ١١٩٠] وأخرج ابن جرير عن ابن إسحاق ، قال : لمّا فرغ الله من معاتبة إبليس أقبل على آدم وقد علّمه الأسماء كلّها ، فقال : (يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ) إلى قوله : (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ). قال : ثمّ ألقى السّنة على آدم (٣) ـ فيما بلغنا عن أهل الكتاب من أهل التوراة وغيرهم من أهل العلم عن عبد الله بن عبّاس وغيره ـ ثمّ أخذ ضلعا من أضلاعه من شقّه الأيسر ولأم مكانه لحما وآدم نائم لم يهبّ من نومته حتّى خلق الله من ضلعه تلك زوجته حوّاء ، فسوّاها امرأة ليسكن إليها. فلمّا كشف عنه السّنة وهبّ من نومته رآها إلى جنبه ، فقال ـ فيما يزعمون والله أعلم ـ : لحمي ودمي وزوجتي. فسكن إليها. فلمّا زوّجه الله ـ تبارك وتعالى ـ وجعل له سكنا من نفسه ، قال له : (يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ)(٤).
[٢ / ١١٩١] وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «استوصوا بالنساء فإنّ المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوجّ شيء من الضلع ، فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته تركته وفيه عوج. فاستوصوا بالنساء خيرا» (٥).
قلت : سيأتي ـ في سورة النساء ـ الكلام عن خلق حوّاء من ضلع آدم ، كما وردت في روايات هي أشبه بالإسرائيليات وقد خالفت صريح الكتاب العزيز ، ووافقت أساطير سفر التكوين (أصحاح ٢) : «فأوقع الربّ الإله سباتا على آدم فنام. فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحما. وبنى الربّ الإله الضلع الّتي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم. فقال آدم : هذه الآن عظم من عظامي ولحم
__________________
(١) الدرّ ١ : ١٢٨ ؛ ابن عساكر ٦٩ : ١٠٢ ، رقم ٩٣٢٨ ، ترجمة حوّاء.
(٢) الدرّ ١ : ١٢٧ ؛ ابن عساكر ٦٩ : ١٠١ ، رقم ٩٣٢٨.
(٣) السّنة : النعاس.
(٤) الطبري ١ : ٣٢٩ / ٥٩٦ ؛ ابن كثير ١ : ٨٢ ؛ تاريخ الطبري ١ : ٧٠ ، باب : ذكر خلق الله تعالى أبانا آدم أبا البشر.
(٥) الدرّ ١ : ١٢٨ ؛ البخاري ٤ : ١٠٣ ، كتاب الأنبياء ، باب ١ : مسلم ٤ : ١٧٨ ، كتاب الرضاع ، باب الوصيّة بالنساء ؛ كنز العمّال ١٦ : ٢٣٨ ـ ٢٣٩ / ٤٤٣٠٢.