ذلك آدم فقال له جبرئيل : إنّ الله تبارك وتعالى قد غفر لك وقبل توبتك وحلّت لك زوجتك» (١).
[٢ / ١٤٦٣] وروى عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «إنّ آدم بقي على الصفا أربعين صباحا ساجدا يبكي على الجنّة وعلى خروجه من جوار الله ـ عزوجل ـ فنزل عليه جبرائيل فقال : يا آدم مالك تبكي؟ فقال : يا جبرائيل ما لي لا أبكي وقد أخرجني الله من جواره وأهبطني إلى الدنيا! قال : يا آدم تب إليه ، قال : وكيف أتوب؟ فأنزل الله عليه قبّة من نور في موضع البيت ، فسطع نورها في جبال مكّة ، فهو الحرم ، فأمر الله جبرائيل أن يضع عليه الأعلام ، قال : قم يا آدم ، فخرج به من مكّة يوم التروية وأمره أن يغتسل ويحرم.
وأخرج من الجنّة أوّل يوم من ذي القعدة ، فلمّا كان يوم الثامن من ذي الحجّة أخرجه جبرائيل إلى منى فبات بها ، فلمّا أصبح أخرجه إلى عرفات وقد كان علّمه الإحرام وأمره بالتلبية ، فلمّا زالت الشمس يوم عرفة قطع التلبية ، وأمره أن يغتسل ، فلمّا صلّى العصر أوقفه بعرفات وعلّمه الكلمات الّتي تلقّاها من ربّه ، وهي : سبحانك اللهمّ وبحمدك لا إله إلّا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي إنّك أنت الغفور الرحيم ، سبحانك اللهمّ وبحمدك لا إله إلّا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي إنّك خير الغافرين ، سبحانك اللهمّ وبحمدك لا إله إلّا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي إنّك أنت التوّاب الرحيم.
فبقي آدم إلى أن غابت الشمس رافعا يديه إلى السماء يتضرّع ويبكي إلى الله ، فلمّا غربت الشمس ردّه إلى المشعر فبات به ، فلمّا أصبح قام على المشعر الحرام فدعا الله تعالى بكلمات وتاب عليه ، ثمّ أفاض إلى منى ، وأمره جبرائيل أن يحلق الشعر الّذي عليه ، فحلق. ثمّ ردّه إلى مكّة ، فأتى به إلى الجمرة الأولى ، فعرض له إبليس عندها ، فقال : يا آدم أين تريد؟ فأمره جبرائيل أن يرميه بسبع حصيات ، وأن يكبّر مع كلّ حصاة تكبيرة ، ففعل ثمّ ذهب ، فعرض له إبليس عند الجمرة الثانية ، فأمره أن يرميه بسبع حصيات ، فرمى وكبّر مع كلّ حصاة تكبيرة ، ثمّ ذهب فعرض له إبليس عند الجمرة الثالثة ، فأمره أن يرميه بسبع حصيات ويكبّر عند كلّ حصاة ، فرمى وكبّر مع كلّ حصاة تكبيرة ، فذهب إبليس فقال جبرائيل لآدم : إنّك لن تراه بعد اليوم أبدا ، فانطلق به إلى البيت الحرام وأمره أن يطوف به سبع مرّات ، ففعل ، فقال له : إنّ الله قد قبل توبتك وحلّت لك زوجتك ، قال : فلمّا
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٦٩ ـ ٧٠ ؛ علل الشرائع ٢ : ٤٠٠ ـ ٤٠١ / ١ ؛ البحار ١١ : ١٦٧ ـ ١٦٩ / ١٥.