[٢ / ١٥٩٥] وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ) قال : أولئك أهل الكتاب كانوا يأمرون الناس بالبرّ وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب ولا ينتفعون بما فيه (١).
[٢ / ١٥٩٦] وأخرج الثعلبي والواحدي عن ابن عبّاس قال : نزلت هذه الآية في يهود أهل المدينة ، كان الرجل منهم يقول لصهره ولذوي قرابته ولمن بينه وبينهم رضاع من المسلمين : اثبت على الدين الّذي أنت عليه وما يأمرك به هذا الرجل ـ يعنون به محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فإنّ أمره حقّ ، وكانوا يأمرون الناس بذلك ولا يفعلونه (٢).
[٢ / ١٥٩٧] وأخرج ابن جرير عن السدّي في قوله : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ) قال : كانوا يأمرون الناس بطاعة الله وبتقواه وهم يعصونه (٣).
[٢ / ١٥٩٨] وعن ابن جريج قال : أهل الكتاب والمنافقون كانوا يأمرون الناس بالصوم والصلاة ويدعون العمل بما يأمرون به الناس فعيّرهم الله بذلك ، فمن أمر بخير فليكن أشدّ الناس فيه مسارعة (٤).
[٢ / ١٥٩٩] وعن ابن زيد قال : هؤلاء اليهود كان إذا جاء الرجل يسألهم ما ليس فيه حقّ ولا رشوة ولا شيء أمروه بالحقّ ، فقال الله لهم : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ)(٥).
[٢ / ١٦٠٠] وقال أبو مسلم : كان اليهود يأمرون العرب بالإيمان بمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا بعث ، فلمّا بعث كفروا به (٦).
[٢ / ١٦٠١] وقال مقاتل بن سليمان في قوله : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ) : وذلك أنّ اليهود قالوا لبعض أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ محمّدا حقّ فاتّبعوه ترشدوا ، فقال الله ـ عزوجل ـ لليهود : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ
__________________
(١) الدرّ ١ : ١٥٦ ؛ الطبري ١ : ٣٦٨ / ٧٠٥ ، بلفظ : عن قتادة في قوله : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ) قال : كان بنو إسرائيل يأمرون الناس بطاعة الله وبتقواه وبالبرّ ويخالفون فعيّرهم الله ؛ مجمع البيان ١ : ١٩٢ ؛ أبو الفتوح ١ : ٢٥١ ؛ عبد الرزّاق ١ : ٢٦٨ / ٤٦.
(٢) الدرّ ١ : ١٥٦ ؛ القرطبي ١ : ٣٦٥ ؛ أسباب نزول الآيات : ١٤.
(٣) المصدر / ٧٠٤.
(٤) الطبري ١ : ٣٦٨ / ٧٠٦.
(٥) المصدر / ٧٠٧.
(٦) التبيان ١ : ١٩٩ ؛ مجمع البيان ١ : ١٩٢.