[٢ / ١٦٦٣] وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال : الخشوع : الخوف والخشية لله. وقرأ قول الله : (خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِ)(١) قال : قد أذلّهم الخوف الّذي نزل بهم وخشعوا له (٢).
[٢ / ١٦٦٤] وقال قتادة : الخشوع في القلب ، وهو الخوف وغضّ البصر في الصلاة (٣).
[٢ / ١٦٦٥] وقال سفيان الثوري : سألت الأعمش عن الخشوع؟ فقال : يا ثوري أنت تريد أن تكون إماما للناس ولا تعرف الخشوع! سألت إبراهيم النخعي عن الخشوع فقال : أعيمش! تريد أن تكون إماما للناس ولا تعرف الخشوع! ليس الخشوع بأكل الجشب ولبس الخشن وتطأطؤ الرأس! لكنّ الخشوع أن ترى الشريف والدنيّ في الحقّ سواء ، وتخشع لله في كلّ فرض افترض عليك! (٤)
[٢ / ١٦٦٦] وروى الحاكم بالإسناد إلى أمير المؤمنين عليهالسلام وقد سئل عن قوله تعالى : (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ)(٥) قال : «الخشوع في القلب. وأن تليّن كفّيك للمرء المسلم ، وأن لا تلتفت في صلاتك!». (٦)
[٢ / ١٦٦٧] وروى ابن شهرآشوب بالإسناد إلى الباقر عليهالسلام وابن عبّاس في قوله : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) قالا : «الخاشع ، الذليل في صلاته المقبل عليها ، كما كان رسول الله وأمير المؤمنين عليهما صلوات المصلّين» (٧).
***
قال الطبرسي : وفي مرجع الضمير من قوله : (وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ) وجوه وأقوال :
أحدها : أنّه عائد إلى الصلاة وحدها. وهو قول أكثر المفسرين.
__________________
(١) الشورى ٤٢ : ٤٥.
(٢) الطبري ١ : ٣٧٣ / ٧٢٠.
(٣) القرطبي ١ : ٣٧٤.
(٤) القرطبي ١ : ٣٧٥.
(٥) المؤمنون ٢٣ : ٢.
(٦) الحاكم ٢ : ٣٩٣ ، كتاب التفسير ، سورة المؤمنون ؛ القرطبي ١ : ٣٧٥. قوله : «تليّن كفّيك ...» يقال : ليّن الشيء وألانه : جعله ليّنا. يقال : ألان للقوم جناحه أي أخذهم بالملاطفة. وتليين الكفّ كناية عن البذل لهم لما آتاه الله من المكنة.
(٧) البرهان ١ : ٢١١ / ٧ ؛ المناقب لابن شهر آشوب ١ : ٣٠٢ ؛ البحار ٣٥ : ٣٤٨ / ٢٧ ، عن ابن عبّاس ؛ تفسير فرات الكوفي : ٥٩ ـ ٦٠ / ٢١ / ١٢ عن ابن عبّاس ؛ شواهد التنزيل ١ : ١١٥.