نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم كما قاله جماعة من المفسّرين [محتجّين عليه بأنّ الخطاب في القرآن إذا أمكن حمله على أنّ محمّدا هو المخاطب فهو أولى ، وتقدّم قوله (وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ) لا يوجب أن يكون الخطاب يرجع إليه لأنّ المعنى اذكر يا محمّد على ما عرفت ، فالخطاب يرجع إليه ، قالوا إنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم] (١) أمر بذلك في حجّة الوداع ويؤيّده من الأخبار ما رواه معاوية بن عمّار في الصحيح (٢) عن أبي عبد الله عليهالسلام قال إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أقام بالمدينة عشر سنين لم يحجّ ثمّ أنزل الله سبحانه (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ) الآية فأمر المؤذّنين أن يؤذّنوا بأعلى أصواتهم بأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يحجّ في عامه هذا ، فعلم به من حضر المدينة وأهل العوالي والأعراب ، الحديث.
[وربما أيّده قوله (يَأْتُوكَ رِجالاً) الآية فإنّ دعوة إبراهيم عليهالسلام لم تكن مخصوصة بأمته ، بل تعمّ من هو في أصلاب الآباء وأرحام الأمّهات].
وقيل إنّ المأمور به إبراهيم عليهالسلام فإنّه لمّا فرغ من بناء البيت أمره تعالى بأذان الحجّ فقام في المقام أو صعد جبل أبي قبيس فنادى يا أيّها الناس حجّوا بيت ربّكم! فأسمع الله نداه من في أصلاب الرجال وأرحام النساء فيما بين المشرق والمغرب ممّن سبق في علمه أن يحجّ إلى يوم القيامة ، فأجابوه ، فمن أجابه مرّة حجّ مرّة ، ومن أجاب أكثر فأكثر ويقال : إنّ التلبية اليوم جواب الله تعالى من نداء إبراهيم عليهالسلام عن أمر ربّه ونقل في مجمع البيان هذا القول عن جمهور المفسّرين.
(يَأْتُوكَ رِجالاً) جمع راجل كقيام وحجاب أي مشاة على أرجلهم (وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ)
__________________
(١) ما بين العلامتين من مختصات سن :
(٢) انظر الكافي ج ١ ص ٢٣٣ باب حج النبي الحديث ٤ وهو في المرآة ج ٣ ص ٢٦٧ والتهذيب ج ٥ ص ٤٥٤ الرقم ١٥٨٨ والبرهان ج ٣ ص ٨٥ الرقم ٢ والحديث طويل وهو في الوافي الجزء الثامن ص ٣١ وفي الوسائل الباب ٢ من أبواب أقسام الحج الحديث ٣ ص ١٦٠ ج ٢ ط الأميري.
وتراه في المنتقى ج ٢ من ص ٣٤١ الى ص ٣٤٥ عن الكافي والتهذيب مع ذكر اختلاف الألفاظ والاسناد ورواه في المجمع أيضا ج ١ ص ٢٩١ عن معاوية بن عمار.