أي وركبانا على كلّ بعير مهزول أضمره السير (يَأْتِينَ) صفة كلّ ضامر إذ هو في معنى الجمع أو لأنّ المعنى وعلى كلّ ناقة ضامر ، وقرئ يأتون وهو صفة للرجال أو الركبان أو استيناف على أنّ الضمير للناس.
(مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) طريق بعيد ، قال الراجز (١) :
يقطعن بعد النازح العميق
ومثله المعيق وبه قرأ ابن مسعود [وقد يستفاد من الآية عدم اعتبار الراحلة في وجوب الحجّ بل تحقّق وجوبه مع التمكّن من المشي وقد ورد بذلك بعض الأخبار.
وقيل إنّ ذلك محمول على القريب الّذي لا يحتاج إليها ، وربما أشعر بذلك تقييد الرّكبان بيأتين من كلّ فجّ عميق ، وأصحابنا مجمعون على اعتبارها ودخولها في الاستطاعة كما هو الظاهر ، وقد وردت بذلك الأخبار الصحيحة فتعيّن التأويل فيما دلّ على خلافه] ولعلّ في تقديم (رِجالاً) إشعارا بأفضليّة المشي على الركوب.
ويؤيّده ما روي عن ابن عبّاس (٢) عنه صلىاللهعليهوآله قال سمعته يقول : للحاجّ الراكب بكلّ خطوة يخطوها راحلته سبعون حسنة ، وللحاجّ الماشي بكلّ خطوة يخطوها سبعمائة حسنة من حسنات الحرم ، قيل : يا رسول الله وما حسنات الحرم؟ قال الحسنة بمائة ألف.
ولكن في الأخبار ما يدلّ على أفضليّة الركوب أيضا روى الشيخ عن رفاعة (٣) قال سأل أبا عبد الله عليهالسلام رجل : الركوب أفضل أم المشي؟ فقال الركوب أفضل من المشي
__________________
(١) أنشده أبو عبيده في مجاز القرآن ج ٢ ص ٤٩ وأبو الفتوح الرازي في روح الجنان ج ٨ ص ٨٩.
(٢) انظر المجمع ج ٤ ص ٨١.
(٣) التهذيب ج ٥ ص ١٢ الرقم ٣١ والاستبصار ج ٢ ص ١٤٢ الرقم ٤٦٣ وقريب منه عن رفاعة وابن بكير في التهذيب ج ٥ ص ٤٧٨ الرقم ١٦٩١ والكافي ج ١ ص ٢٩١ باب الحج ماشيا الحديث ٤ وهو في المرآة ج ٣ ص ٣٣٣ والمنتقى ج ٢ ص ٣١٥ والوافي الجزء الثامن ص ٦٨ والوسائل الباب ٣٤ من أبواب وجوب الحج ج ٢ ص ١٤٤ ط الأميري.