وإنّما سقطت التنوين ومثلها أذرعات في قول امرئ القيس (١).
تنوّرتها من أذرعات وأهلها
__________________
ـ وحمزة ويشبه الألف التي قبلها بالفتحة التي قبل هاء التأنيث فيمنعها حينئذ الصرف فيقول هذه مسلمات مقبلة وعلى هذا بيت امرئ القيس «تنورتها من أذرعات» وقد أنشدوه من أذرعات بالتنوين وقال الأعشى :
فخيرها أخو عانات شهرا |
|
ورجى خيرها عاما فعاما |
وعلى هذا ما حكاه سيبويه من قولهم هذه قرشيات غير منصرفة انتهى.
وأنت خبير بأنه يستنبط من قوله «واعلم أن من العرب» أنهم لم يذهبوا إلى شيء من هذا كله بالقياس من غير أن ينقلوه ويسمعوه من الاعراب المحتج بعربيتهم ، وان كان التعليل للوارد والتماس السبب ، وعانات في شعر الأعشى موضع بالجزيرة اليه ينسب نوع من الخمر وفي المحكم لابن سيدة ج ٢ ص ٥٩ قال سيبويه وقالوا أذرعات بالصرف وغير الصرف شبهوا التاء بهاء التأنيث ولم يحفلوا بالحاجز لانه ساكن والساكن ليس بحاجز حصين.
(١) تنورتها من أذرعات وأهلها |
|
بيثرب أدنى دارها نظر عالي |
البيت لامرئ القيس بن حجر الكندي من قصيدة طويلة لامية عدتها ستة وخمسون بيتا وهي من عيون شعره ومطلعها :
الأعم صباحا أيها الطلل البالي |
|
وهل يعمن من كان في العصر الخالي |
وأنشده في المجمع ج ١ ص ٢٩٥ والتبيان ج ١ ص ٢١٨ ط إيران وفتح القدير ج ١ ص ١٧٧ وتفسير القرطبي ج ٢ ص ٣١٤ واللسان ج ٨ ص ٩٧ ط بيروت (ذرع) ومقاييس اللغة ج ٥ ص ٣٦٨ (ن ور) والحموى في معجم البلدان ج ١ ص ١٣١ ط بيروت عند شرح أذرعات والبكري في سمط اللآلي ص ٣٥٩ وجامع الدروس العربية ج ٢ ص ٢٣٦ وشروح الألفية عند شرح قول ابن مالك :
وما بتا وألف قد جمعا |
|
يكسر في الجر وفي النصب معا |
كذا أولات والذي اسما قد جعل |
|
كاذرعات فيه ذا أيضا قبل |
وهو الشاهد بالرقم ٣٣ من شرح الاشمونى ج ١ ص ٦٦ وفي حاشية الصبان ج ١ ص ٩٤ ـ