الكشّاف (١) أنّها منصرفة لعدم التأنيث المعتبر في أصل منع الصرف ، حيث قال فان قلت : هلا منعت الصرف وفيها السّببان التعريف والتأنيث؟ قلت لا يخلو التأنيث إما أن يكون بالتاء الّتي في لفظها وإمّا بتاء مقدّرة كما في سعاد فالّتي في لفظها ليست للتّأنيث وإنّما هي مع الألف الّتي قبلها علامة جمع المؤنّث ، ولا يصحّ تقدير التاء فيها لأنّ هذه التّاء لاختصاصها بجمع المؤنّث مانعة من تقديرها ، كما لا يقدّر تاء التأنيث في بنت لأنّ التّاء
__________________
ـ مدينة النبي (ص) سميت باسم الذي نزلها من العماليق فلما نزلها رسول الله سماها طيبة وطابة كراهية للتثريب ، نقل عن ابن عباس أنه قال من قال للمدينة يثرب فليستغفر الله ثلاثا وأما قوله يا أهل يثرب فحكاية عمن قاله من المنافقين.
وأدنى دارها نظر عال : أى كيف أراها وأدنى دارها نظر مرتفع ، والعالي بمعنى المرتفع كما في المصباح وقيل معناه أقرب مكان من دارها بعيد فكيف بها ودونها نظر عالي.
و «أدنى» مبتدأ على حذف مضاف ، و «نظر عال» خبره على حذف مضاف أيضا تقدير ذلك «ناظر ادنى دارها نظر عالي» أو «أدنى» مبتدء وبعده مضاف محذوف خاصة تقديره : «أدنى نظر دارها» و «نظر» خبره وهذا أقل حذفا من الأول.
قال البغدادي : قال أبو على في الإيضاح الشعرى ولا يجوز أن يكون «نظر» خبر «ادنى» لانه ليس به لأن «أدنى» أفعل تفضيل ، وأفعل لا يضاف الا الى ما هو بعض له فوجب أن يكون بعض الدار وبعض الدار لا يكون النظر فاما أن يحذف المضاف من النظر أي أدنى دارها ذو نظر واما أن يحذف من الأول أي «نظر ادنى دارها نظر عالي» ليكون الثاني الأول انتهى.
وقال القزويني لو كانت الرواية نظرا بالنصب لكان أولى إذ لا حاجة الى الإضمار كما لا يخفى.
(١) انظر الكشاف ج ١ ص ٢٤٦ ط دار الكتاب العربي قال المحقق الرضى ج ١ ص ١٤ بعد نقله ذلك عن جار الله : وفيما قاله نظر لان عرفات مؤنث ، وان قلنا أنه لا علامة للتأنيث فيها : لا متمحضة للتأنيث ولا مشتركة ، لأنه لا يعود الضمير إليها إلا مؤنثا تقول هذه عرفات مباركا فيها ولا يجوز مباركا فيه الا على تأويل بعيد كما في قوله «ولا أرض أبقل إبقالها» فتأنيثها لا يقصر عن تأنيث مصر الذي هو بتأويل البقعة انتهى.
قلت وجملة «هذه عرفات مباركا فيها» نقلها سيبويه عن العرب واستدل بها على كون عرفات معرفة! انظر الكتاب ج ٢ ص ١٨ وما افاده المحقق الرضى كلام متين حري أن يكتب بالنور على خدود الحور.