نحوهما وفي دلالتهما على الاستحباب نظر مع قطع النظر عن ضعف إسنادهما (١) فإنّ الأولى دلّت على أنّ الصلاة والقنوت يكفي وظاهر أنّه لا يراد من الذكر سوى ذلك.
ولو قيل الصلاة والقنوت إنّما كانا بعرفات والمقصود وجوبه في المشعر ، فلا دلالة فيه عليه ، قلنا لا مانع من أن يكون الذكر هناك مجزيا عن هذا الذكر ، على أنّ
__________________
(١) أما الحديث الأول ففي طريقه جعفر بن عامر بن عبد الله بن جذاعة عن أبيه عن الصادق عليهالسلام وجعفر بن عامر بن عبد الله بن جذاعة ليس له ذكر في كتب الرجال لا رجال الشيعة ولا رجال أهل السنة فهو مجهول بالمرة وقد صرح الأردبيلي في تصحيح الأسانيد ضعف طريق الشيخ الى عامر بن جذاعة في المشيخة والفهرست انظر ص ٧٣٤ مستدرك الوسائل ج ٣ وكذا ص ٤٩٨ ج ٢ جامع الرواة.
وأما عامر بن عبد الله بن جذاعة والحق أنه مع عامر بن جذاعة واحد ، ينسب تارة إلى أبيه ومرة الى جده فقد ورد في حقه روايتان في إحداهما أنه حواري الإمامين الهمامين الباقر والصادق وفي الأخرى دعاء الامام الصادق عليه بعدم المغفرة وليس لنا ما يوجب الوثوق بإحدى الروايتين فتتعارضان وتتساقطان فيبقى حال الرجل عندنا مجهولا.
انظر تنقيح المقال ج ٢ ص ١١٤ و ١١٦ ومجمع الرجال للقهبائي ج ٣ ص ٢٣٧ ـ ٢٣٩ وإتقان المقال ص ١٩٧ وص ٣٠٣ ومنهج المقال ١٨٦ ومنتهى المقال ١٦٧ ورجح العلامة البهبهاني وثاقته والشيخ محمد طه نجف ضعفه والحق عندي التوقف في حقه فالحديث الأول ضعيف كما أفاده المصنف.
وأما الحديث الثاني ففي سنده محمد بن خالد الطيالسي عن أبي يحيى زكريا الموصلي عن العبد الصالح وطريق الشيخ إليه في التهذيب صحيح صرح به الأردبيلي في تصحيح الأسانيد انظر المستدرك ج ٣ ص ٧٤٣ وجامع الرواة ج ٢ ص ٥١٤.
أما محمد بن خالد الطيالسي فعده الشيخ في رجال الكاظم ص ٣٦٠ الرقم ٢٦ وفي من لم يرو عنهم ص ٤٩٣ الرقم ١١ وص ٤٩٩ الرقم ٥٤ وذكره في الفهرست ص ١٧٦ الرقم ٦٤٨ وذكره النجاشي في ص ٢٦١ ط المصطفوى وص ٢٤٠ ط بمبئى ، ولم يذكروا في حقه مدحا ولا قدحا إلا أنّهما (الشيخ والنجاشي) ذكرا رواية على بن الحسن بن فضال وسعد بن عبد الله ومحمد بن على بن محبوب عنه ورواية حميد بن زياد عنه أصولا كثيرة. ـ