في قول الله عزوجل (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) يعني من مات فلا إثم عليه (وَمَنْ تَأَخَّرَ) أجله (فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى) الكبائر لكن الرّواية ضعيفة ، وكونه بعيدا عن الظاهر فلذا لم يعتبره الأصحاب وحملوها على ما تقدّم.
وهل يعتبر في اتقاء الصّيد اتّقاؤه إلى وقت النفر فقط؟ الظاهر ذلك ، فانّ
__________________
ـ ج ٣ ص ٣٤٨ والوافي الجزء الثامن ص ١٨٨ وروى الشطر الذي نقله المصنف هنا في الفقيه ج ٢ ص ٢٨٨ الرقم ١٤٢٠ وحكاه في الوسائل الباب ١١ من أبواب العود إلى منى الحديث ١٠ ص ٣٧٣ ج ٢ ط الأميري.
وحيث ان الحديث فيه فوائد جمة حتى عبر عنه بعض الاعلام بالحديث الشريف ننقله بتمامه كما في الكافي : على بن إبراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن سفيان بن عيينة عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : سأل رجل أبى بعد منصرفه من الموقف فقال أترى يخيب الله هذا الخلق كله؟ فقال أبى ما وقف بهذا الموقف عبد (احد خ ل) الا غفر الله له مؤمنا كان أو كافرا الا انهم في مغفرتهم على ثلث منازل : مؤمن غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وأعتقه من النار ، وذلك قوله عزوجل (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ) ومنهم من غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، وقيل له أحسن فيما بقي من عمرك ، وذلك قوله عزوجل (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) يعنى من مات قبل أن يمضي فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى» الكبائر.
واما العامة فيقولون فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه يعني في النفر الأول ومن تأخر فلا اثم عليه ، يعنى لمن اتقى الصيد ، أفترى أن الصيد يحرمه الله بعد ما أحله في قوله عزوجل (وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا) وفي تفسير العامة معناه «فإذا حللتم فاتقوا الصيد».
وكافر وقف هذا الموقف زينة الحيوة الدنيا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ان تاب من الشرك فيما بقي من عمره ، وان لم يتب وفاه (وافاه خ ل) أجره ولم يحرمه أجر هذا الموقف ، وذلك قوله عزوجل (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) انتهى ـ