لِلنَّاسِ) مرجعا لهم يثوبون إليه كلّ عام ، أي ليس هو مرّة على النّاس في الزّمان أو المراد أنّه لا ينصرف عنه أحد وهو يرى أنّه قد قضى منه وطرا ، فهم يعودون إليه قال أبو جعفر عليهالسلام : يرجعون إليه لا يقضون وطرا (١).
وقد يستدلّ به على استحباب تكرار الحجّ ، مرّة بعد أخرى ، وقد تظافرت الأخبار (٢) بذلك. وفي بعضها أنّ من رجع من مكّة (٣) وهو ينوى الحجّ من قابل زيد في عمره ، ومن خرج وهو لا ينوي العود إليها فقد قرب أجله ، أو المراد أنّه موضع ثواب لهم يثابون على حجّه واعتماره ، ومثابة مفعلة وأصلها مثوبة من ثاب يثوب مثابة ومثابا إذا رجع فنقلت حركة الواو إلى الثاء ثمّ قلبت على ما قبلها.
(وَأَمْناً) وموضع أمن لا يتعرّض لأهله بما يوجب الإيذاء كقوله (حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) (٤) لما جعل الله في نفوس العرب من تعظيمه حتّى كانوا لا يتعرّضون لمن كان فيه ، فهو آمن على نفسه وماله ، وإن كانوا يتخطّفون من حوله.
__________________
(١) انظر التبيان ج ١ ص ١٥٤ ط إيران.
(٢) انظر الوسائل الباب ٤٦ من أبواب وجوب الحج ج ٢ ص ١٥٠ ط الأميري وص ١٠ ج ٢ مستدرك الوسائل وفي خلال سائر الأبواب أيضا ما يدل على ذلك.
(٣) انظر الوسائل الباب ٥٨ من أبواب وجوب الحج ج ٢ ص ١٥٣ ط الأميري وفي التهذيب ج ٥ ص ٤٦٢ بالرقم ١٦١٢ عن أبى خديجة قال كنا مع أبى عبد الله عليهالسلام وقد نزلنا الطريق فقال ترون هذا الجبل ثافلا ان يزيد بن معاوية لعنهما الله لما رجع من حجه مرتحلا الى الشام ثم أنشأ يقول.
إذا تركنا ثافلا يمينا |
|
فلن نعود بعده سنينا |
للحج والعمرة ما بقينا
فأماته الله قبل أجله ، ومثله فيه بالرقم ١٥٤٦ ومثله في الفقيه ج ٢ ص ١٤٢ الرقم ٦١٥ وثافل اسم جبل قيل انه بين مكة والشام على يمين الراجع من مكة إلى الشام قال ياقوت جبلان يقال لأحدها ثافل الأكبر وللآخر ثافل الأصغر.
(٤) العنكبوت : ٦٧.