ثمّ قال هذا مما أخطأت به الكتّاب ، ويمكن حملها على أنّ المراد بالحكم معناه
__________________
ـ (يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ) قال : ذلك رسول الله (ص) والامام من بعده ، فإذا حكم به الامام فحسبك ، ونقل أحاديث العياشي في البحار ج ٢١ ص ٣٦ والبرهان ج ١ ص ٥٠٤ ونور الثقلين ج ١ ص ٥٦١.
قال المحدث الكاشاني في الوافي بعد نقل أحاديث تخطئة الكتاب ، بيان : يعنى أن رسم الألف في ذو عدل من تصرف النساخ والصواب محوها ، لأنها تفيد أن الحاكم اثنان والحال أنه واحد وهو الرسول في زمانه ثم كل إمام في زمانه على سبيل البدل انتهى.
ونقل في المجمع ج ٢ ص ٢٤٢ قراءة «ذو عدل» عن الباقر والصادق ثم نقل في الحجة عن أبى الفتح انه لم يوحد لان الواحد يكفى ، لكنه أراد معنى «من» اى يحكم به من يعدل. ومن يكون للاثنين كقوله «تكن مثل من يا ذهب يصطحبان».
ثم قال : وأقول : ان هذا الوجه الذي ذكره ابن جنى بعيد غير مفهوم ، وقد وجدت في تفسير أهل البيت منقولا عن السيدين (ع) أن المراد بذي العدل رسول الله وأولو الأمر من بعده ، وكفى بصاحب القراءة خبرا بمعنى قرائته انتهى ما في المجمع ، ونقل قراءة السيدين (ع) ذو عدل وتفسيره بالإمام أيضا في كنز العرفان ج ١ ص ٣٢٥.
أقول ويتوافق القرائتان على هذا المعنى إذ على قراءة ذوا عدل بالتثنية يكون المراد الرسول والامام ، والمعنى انه يحكم بالمماثلة النبي (ص) والامام الموصوفان بالعدل والاستقامة في جميع الأقوال والافعال ، وعلى القراءة الأخرى بصيغة المفرد يكون المراد واحدا من الحجج على البدل ، الذين يعلمون الاحكام بالوحي والإلهام وحكم كل حكم الأخر بلا اختلاف ، ولذلك ترى أنهم قد بينوا لنا في الاخبار مماثل أكثر الصيد ، ولم يكلوه الى أفهامنا ففي النعامة بدنة وحمار الوحش وشبهه بقرة ، وفي الظبي شاة ، والمماثلة التي يفهمها الناس ليست في كثير منها كالحمامة والشاة.
ثم أقول ان زيادة الألف في رسم المصاحف ليست بعزيزة كما ترى اتفاق المصاحف في رسم (لَأَذْبَحَنَّهُ) الآية ٢١ من سورة النمل بزيادة الألف ، وفي أكثر المصاحف رسم (لَأَوْضَعُوا) الآية ٤٧ من سورة التوبة بالألف ، وفي بعض المصاحف (لَإِلَى الْجَحِيمِ) الآية ٦٨ من سورة الصافات ، و (لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ) الآية ١٥٨ من سورة آل عمران ـ