ونظيره قوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ) (١).
وقيل إنّ المراد كفروا في الماضي وهم الآن يصدّون ، وخبر إنّ محذوف يدلّ عليه آخر الآية (٢) ولعلّ فائدة الحذف التهكّم بحالهم لتذهب النفس كلّ مذهب
__________________
ـ نحو (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) ونحو (فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) أو كافادة التجدد في إحداهما والثبوت في الأخرى نحو (أَجِئْتَنا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ) والصديق يكاتبني وأنا مقيم على وده.
واحتمل بعض في الآية كون (وَيَصُدُّونَ) حالا من الفاعل في (كَفَرُوا) والأكثرون على امتناع دخول واو الحال على المضارع المثبت الغير المقترن بقد ، والحق عندي جوازه وسيأتي في المجلد الثالث من هذا الكتاب عند تفسير الآية ٣٧ من سورة الأحزاب ان المصنف يجعل الواوات في قوله تعالى (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ) للحال وقال الشاعر :
فلما خشيت أظافيرهم |
|
نجوت وأرهنهم مالكا |
وقال عنترة العبسي :
علقتها عرضا وأقتل قومها |
|
زعما لعمر أبيك ليس بمزعم |
وقالوا قمت وأصك وجهه وتأولها المانعون بتقدير مبتدء محذوف ، أى وأنت تخشى الناس ، وأنا ارهنهم مالكا ، وأنا اقتل ، وأنا أصك ، وجعلها الشيخ عبد القاهر الجرجاني واو عطف والجملة بعدها حكاية حال ماضية.
قال الدسوقى في حاشيته على مختصر المعاني ج ٢ ص ١٠٧ ان الأندلسي قال معنى حكاية الحال الماضية أن تقدر نفسك كأنك موجود في الزمن الماضي أو تقدر ذلك الزمان كأنه موجود الان ، وقال صاحب الكشاف معنى حكاية الحال الماضية أن تقدر أن ذلك الأمر الماضي واقع في حال التكلم ، كما في قوله تعالى (قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ) واستحسنه الرضى انتهى ما في حاشية الدسوقى.
(١) الرعد : ٢٨.
(٢) ونقل أبو البقاء قولا بكون الواو زائدة وكون «يصدون» خبر «ان» وهو من ـ