وروى أبو الصّباح الكناني (١) قال سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) فقال كلّ ظلم يظلمه الرّجل نفسه بمكّة من سرقة أو ظلم أو شيء من الظّلم فإنّي أراه إلحادا الحديث ويستفاد من ذلك أنّ كلّ ذنب يصدر من المكلّف هناك فهو كبيرة لترتّب الوعيد أعنى قوله (نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) عليه ، بل إرادة ذلك كبيرة لذلك.
نعم يبقى الكلام في أنّ محلّ ذلك هو الحرم كلّه أو مكّة فقط ، والظاهر الثاني كما أشعرت به الأخبار ، وعدم ظهور كون الحرم كلّه بهذه المثابة مع احتماله «ونذقه» جواب «من» الشرطية ، وهو خبرها أيضا. وقد استدلّ بعضهم بظاهر الآية على أنّ من أحدث في الحرم حدثا يوجب تعزيرا أو حدّا فإنّه يعاقب زيادة على ما هو الواجب في غيره ولا يخفى بعده لظهور أنّ الإذاقة في الآخرة.
الرابعة : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ
__________________
ـ وطريق الشيخ صحيح.
ورواه عن معاوية في الفقيه ح ٢ ص ١٦٤ الرقم ٧٠٥ وروى الحديثين في المنتقى ج ٢ ص ٢٧٠ والبرهان ج ٢ ص ٨٤ ونور الثقلين ج ٣ ص ٤٨٣ والوافي الجزء الثامن ص ١٧ والوسائل الباب ١٦ من أبواب مقدمات الطواف ج ٢ ص ٢٩٩ ط الأميري.
(١) الكافي ج ١ ص ٢٨٨ باب الإلحاد بمكة والجنايات الحديث ٣ وهو في المرآة ج ٣ ص ٢٦١ قال المجلسي مجهول وتتمة الحديث «ولذلك كان يتقى أن يسكن الحرم.
ورواه في الفقيه مع تفاوت يسير ج ٢ ص ١٦٤ الرقم ٧٠٦ وهو في الوافي الجزء الثامن ص ١٧ ونور الثقلين ج ٣ ص ٤٨٣ والبرهان ج ٣ ص ٨٤ والوسائل الباب ١٦ من أبواب مقدمات الطواف الحديث ٣ ج ٢ ص ٢٩٩ ط الأميري.