ويؤيّده ما روي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال يوم فتح مكّة (١) إنّ الله حرّم مكّة
__________________
ـ البخاري في روايته فقال من كذا الى كذا أو عائر الى كذا ، وأمثاله وقال أبو عبيدة أصل الحديث من عير الى أحد ، وقال مصعب الزبيري لا يعرف بالمدينة جبل يقال له عير ولا عاير ولا ثور ، وقال بعض سمى النبي (ص) الجبلين اللذين بطرفي المدينة عيرا وثورا ارتجالا.
وقيل ان عيرا جبل بمكة فيكون المراد أن حرم المدينة مقدار ما بين عير وثور الذين بمكة أو حرم المدينة تحريما مثل تحريم ما بين عير وثور بمكة على حذف المضاف ووصف المصدر المحذوف ويؤيد أن عيرا أيضا جبل بمكة لامية أبي طالب المعروفة ، وفيها.
وثور ومن أرسى ثبيرا مكانه |
|
وعير وراق في حراء ونازل. |
فإنه ذكر فيها جبال مكة وذكر فيها عيرا والعير بفتح العين انظر تفصيل ما تلوناك في المرآة ج ٣ ص ٣٥٨ والمدارك ص ٤٣٠ وسائر كتب الفقه مبحث حرم المدينة وكذا فتح الباري وشرح النووي على صحيح مسلم ونيل الأوطار بحث حرم المدينة ومعجم البلدان كلمة ثور وعاير ووعير.
ولابتا المدينة حرتاها اللتان تكتنفان بها قال في المدارك والحرتان موضعان ادخل منهما نحو المدينة وهما حرة ليلى وحرة واقم بكسر القاف وأصل الحرة بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء الأرض التي فيها الحجارة السود انتهى.
والعضد القطع ، والبريد أربعة فراسخ ، قال صاحب المعالم في منتقى الجمان بعد نقله الحديث المار ذكره ، وفي متنه نوع حزازة ومحصل معناه أن حرم المدينة بريد لا يعضد شجره ويوكل صيده.
(١) رواه في الفقيه مرسلا ج ٢ ص ١٥٩ بالرقم ٦٨٧ ورواه في الكافي عن معاوية بن عمار باب ان الله عزوجل حرم مكة حين خلق السموات والأرض الحديث ٤ ج ١ ص ٢٢٨ واللفظ فيهما لا تحل لأحد من بعدي وهو في المرات ج ٣ ص ٢٦١ والمنتقى ج ٢ ص ٢٨٤ وبعده : قلت الإرسال الواقع في هذا الحديث ناش عن نوع سهو ، وقرائن الحال شاهدة بأن الرواية فيه عن أبى عبد الله وبمضمون الحديث أحاديث أخر.