إليه تعالى أو تعبّدا ليقتدى به فيه ، قال الشيخ في التبيان (١) وهو الّذي نعتمده.
ويحتمل أن يكون المراد طلب التوبة من ترك ما الاولى فعله بالنّسبة إلينا كترك المندوبات ، والاشتغال بالمباحات ، على ما قيل : إنّ حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين لا أنّ المراد التوبة عليهما من الصّغائر كقول المعتزلة ولا الكبائر كقول غيرهم ، فإنّ الأدلّة العقليّة قد دلّت على أنّ الأنبياء معصومون منزّهون عن الكبائر والصّغائر وليس في المقام ما يوجب البسط لذلك بل يطلب من محلّه.
(إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ) القابل للتوبة من عظائم الذّنوب ، أو المراد الكثير القبول للتوبة مرّة بعد اخرى (الرَّحِيمُ) بعباده المنعم عليهم بالنّعم العظام ، وتكفير السيّئات والآثام.
قال الشيخ في التبيان وفي الآية دلالة على أنّه يحسن الدّعاء بما يعلم الدّاعي أنّه كائن لا محالة ، لأنّهما علما أنّهما لا يقارفان الذّنوب والآثام ، ولا يفارقان الدّين والإسلام.
[اللهمّ تب علينا من عظائم الذنوب ، ولا تفضحنا بأعمالنا القبيحة يا ساتر العيوب إنّك وليّ الحسنات وغافر السّيئات].
__________________
ـ والحسن وأبو رجاء وابن هرمز وابن سيرين وأبو جعفر المدني والسلمي وقتادة والجحدري وهلال بن يساف والأعمش وعمرو بن فائد والعباس ابن الفضل الأنصاري قال صاحب اللوامع وقد جاء عن يعقوب كذلك قال ابن عطية وقرء بها ابن القعقاع وابن عامر وهي قراءة جماعة من المسلمين كثيرة وما نقله عن ابن عامر وهو خلاف قراءة المشهورة انتهى ما في نيل الأوطار.
(١) التبيان ج ١ ص ١٥٨ ط إيران.