(وَتُبْ عَلَيْنا) ارجع علينا بالرحمة والمغفرة ، أو المراد الاستتابة لذرّيّتهما أطلق ذلك عليهما لشدّة الاتّصال والعلقة بالذرّيّة مع الشّخص ، أو قالا ذلك انقطاعا
__________________
ـ وأبى بكر بن داسه ولم يذكره أبو القاسم قلت وأخرجه مسلم والنسائي انتهى.
ورواه ابن ماجة أيضا في ص ١٠٠٦ بالرقم ٣٠٢٣ بلفظ لتأخذ أمتي نسكها فانى لا أدرى لعلي لا ألقاهم بعد عامي هذا. وفي فيض القدير ج ٥ ص ٢٦٠ عند شرح الرقم ٧٢٢١ من الجامع الصغير أنه أخرجه أيضا ابن خزيمة وأخرجه في الدر المنثور أيضا ج ١ ص ٢٢٥ عن مسلم وأبى داود والنسائي وأخرجه البيهقي ج ٥ ص ١٣٠ وفي كنز العمال ج ٥ ص ٥١ بالرقم ٤٥٠.
ثم قوله «لتأخذوا» قال النووي هي بكسر اللام وهي لام الأمر ومعناه خذوا مناسككم قال وهكذا وقع في رواية غير مسلم ، قلت وفي سنن النسائي : رأيت رسول الله (ص) يرمي الجمرة وهو على بعيره وهو يقول يا أيها الناس خذوا مناسككم فانى لا أدرى لعلي لا أحج بعد عامي هذا ثم قال النووي : والمعنى اقبلوها واحفظوها واعملوا بها وعلموها الناس.
ثم قال النووي وغيره هذا الحديث أصل عظيم في مناسك الحج وهو نحو قوله صلىاللهعليهوآله في الصلاة صلوا كما رأيتموني أصلي قال القرطبي ويلزم من هذين الأصلين أن الأصل في أفعال الصلاة والحج الوجوب الا ما خرج بدليل كما ذهب إليه أهل الظاهر وحكى عن الشافعي.
وقال على ما حكاه الشوكانى في نيل الأوطار ج ٥ ص ٧١ : روايتنا لهذا الحديث بلام الجر المفتوحة والنون التي هي مع الالف ضمير ، اى يقول لنا خذوا مناسككم فيكون قوله لنا صلة للقول ، قال وهو الأفصح وقد روى لتاخذوا بكسر اللام للأمر بالتاء المثناة من فوق وهي لغة شاذة قرئ بها رسول الله في قوله (فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) انتهى.
قلت وعلى روايته الاولى تطابق حكاية النسائي كما عرفت وحكاية الفقهاء مرسلة في الكتب الفقهية فإنه فيها خذوا عنى مناسككم.
قال الشوكانى بعد نقله كلام القرطبي : والاولى أن يقال انها قليلة لا شاذة لورودها في كتاب الله وكلام نبيه وفي كلام فصحاء العرب ، وقد قرأ بها عثمان بن عفان وأبى وأنس ـ