إرادة المضاف أي وصدّ عن المسجد الحرام كقوله (١).
أكل امرءا تحسبين امرءا |
|
ونار توقّد باللّيل نارا |
__________________
(١) البيت لأبي داود الأيادي وقد سبق منا ترجمته في ص ٣٤٢ من المجلد الأول من هذا الكتاب فراجع ، وقيل هو لحارثة بن حمران الأيادي.
واستشهد بالبيت في الكشاف عند تفسير الآية ٦٧ من سورة الأنفال ج ٢ ص ٢٣٧ ط دار الكتاب العربي وابن هشام في المغني كلمة «لعل» وابن الأنباري في الإنصاف ص ٤٧٣ بالرقم ٢٩٨ في المسئلة ٦٥ من مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين ، واستشهد به جميع شروح الألفية عند شرح البيتين لابن مالك :
وربما جروا الذي أبقوا كما |
|
قد كان قبل حذف ما تقدما |
لكن بشرط أن يكون ما حذف |
|
مماثلا لما عليه قد عطف |
مبحث الإضافة. ففي الاشمونى بشرح محمد محي الدين عبد الحميد ج ٣ ص ٤٨٨ الرقم ٦٥٠ وبحاشية الصبان ج ٢ ص ٢٧٣ الرقم ٤٩٤ وشرح ابن عقيل ج ٢ ص ٧٧ الرقم ٢٣٨ والتصريح ج ٢ ص ٥٦ ومعنى البيت ظاهر.
وقد ذكروا في إعراب «ونار» وجوها :
الأول أن يكون مجرورا بتقدير مضاف يكون معطوفا على كل قد حذف المضاف وأبقى المضاف اليه على جره وأصل الكلام أتحسبين كل امرئ امرءا وكل نار نارا.
الوجه الثاني أن تجعل الواو عاطفة قد عطفت جملة على جملة فتقدر فعلا كالفعل السابق في الكلام وتقدر له مفعولا أول يكون مضافا الى نار المجرور ، وتقدير الكلام على هذا الوجه : أتحسبين كل امرئ امرءا وأ تحسبين كل نار نارا ، فحذف الفعل وفاعله ومفعوله الأول وأبقى المضاف اليه والمفعول الثاني.
الوجه الثالث أن تجعل نار المجرور معطوفا على امرئ المجرور ونارا المنصوب معطوفا على امرءا المنصوب ويستلزم هذا الوجه عطف معمولين على معمولين لعاملين مختلفين فان امرئ المجرور معمول الكل باعتباره مضافا اليه وامرءا المنصوب معمول لتحسبين باعتباره مفعولا ثانيا ، ولا يجيز ذلك سيبويه والمبرد وابن السراج وهشام ، ويجيزه الأخفش والكسائي والفراء والزجاج.