الآية أوجب قتالهم حيث وجدوا وأدركوا في الحلّ أو الحرم سواء قاتلوا أو لم يقاتلوا (وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ) أي من مكّة وقد فعل ذلك بمن لم يسلم يوم الفتح من المشركين. استدلّ بها الفقهاء على عدم جواز إسكان المشركين مكّة ، بل عمّموا الحكم في جزيرة العرب أيضا فقالوا لا يجوز إسكانهم فيها لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم (١) «لا يجتمع في جزيرة العرب دينان» وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢) «لأخرجنّ اليهود والنّصارى من جزيرة
__________________
(١) أخرجه مالك في الموطإ بالرقم ١٧١٧ كتاب دعاء المدينة ج ٤ ص ٢٣٣ شرح الزرقانى بلفظ «لا يجتمع دينان في جزيرة العرب» وفي الرقم ١٧١٦ قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لا يبقين دينان بأرض العرب ، وأخرج الثاني السيوطي في الجامع الصغير بالرقم ٧١٩٠ ج ٥ ص ٢٥١ فيض القدير عن البيهقي وأخرجه باللفظين البيهقي في ج ٦ ص ٢٠٨ وأخرجه فيه أيضا بلفظ «لا يكون قبلتان في بلد واحد» و «لا يجتمع قبلتان في جزيرة العرب».
وأخرجه ابن سعد أيضا في الطبقات ج ٢ ص ٢٤٠ وص ٢٥٤ ط بيروت بألفاظ مختلفة مثل «لا يترك بأرض العرب دينان» و «لا يبقين دينان بأرض العرب» ولئن بقيت لا أدع بجزيرة العرب دينين».
(٢) أخرجه بهذا اللفظ مسلم انظر ج ١٢ ص ٩٢ من شرح النووي وأبو داود ج ٣ ص ٢٢٤ بالرقم ٣٠٣٠ والترمذي ج ١ ص ١٩٤ ط دهلي وأخرجه آخرون أيضا بألفاظ مختلفة أخرى وأنظر أيضا كنز العمال ج ٤ ص ٢٣٥ وص ٣٢٢ الى ص ٣٢٥.
وروى في الوسائل الباب ٥٢ من أبواب وجوه الجهاد ج ٢ ص ٤٣٥ ط الأميري عن مجالس ابن الشيخ بإسناده إلى أم سلمة أن رسول الله (ص) أوصى عند وفاته أن نخرج اليهود والنصارى من جزيرة العرب ، وقال : الله في القبط فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله.
قلت كان في ألفاظه تصحيفا صححناه على النسخة المطبوعة بايران ١٣١٣ ص ٢٥٨ الجزء الرابع عشر وفي البحار ج ٦ ط كمپانى آخر أبواب المعجزات قبل أبواب أحواله من البعثة الى نزول المدينة عند حكاية الحديث : الله الله في القبط فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله.