وأعددت للحرب أوزارها |
|
رماحا طوالا وخيلا ذكورا |
أي تنقضي الحرب فلم يبق إلّا مسلم أو مسالم ، وقيل المراد آثامها أي حتّى تضع أهل الحرب شركهم ومعاصيهم بأن يسلموا ، والظاهر كونها غاية للمنّ والفداء وقيل للمجموع ، بمعنى أنّ هذه الأحكام جارية فيهم ، حتّى لا يكون من المشركين حرب بزوال شوكتهم ، وانطماس دينهم.
الثانية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا ذلِكُمْ حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (١).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ) من دار الكفر إليكم (فَامْتَحِنُوهُنَّ) فاختبروهنّ ليغلب على ظنّكم موافقة قلوبهنّ ألسنتهنّ في الإيمان الّذي ادّعينه قيل والاختبار أن تستحلف بالله أنّها ما خرجت من بغض زوجها ، ولا رغبت في أرض ولا التماس دنيا ، إنّما خرجت حبّا لله ولرسوله ودين الإسلام.
(اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ) منكم فإنّه المطّلع على الضمائر ، وأنتم لا تتجاوزون الظاهر ، وإن استحلفتموهن وسبرتم أحوالهنّ (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ) العلم الّذي يبلغه طاقتكم ويمكنكم تحصيله ، وهو الظنّ الغالب بالحلف وظهور الأمارات على صدقهنّ في دعوى الإسلام.
(فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ) فلا تردّوهن إلى أزواجهنّ المشركين ، وألحق
__________________
(١) الممتحنة : ١٠.