كلّ مسلم نزل مع مشرك في دار الحرب.
وقد ظهر ممّا ذكرناه أنّ الأرض الّتي لا يتمكّن فيها من شعائر الإيمان بهذه المثابة في وجوب المهاجرة ، وإلى ذلك نظر الشّهيد رحمهالله فحكم بوجوب الفرار من بلد التقيّة ، ولا يرد أنّ الأخبار مشحونة بجواز التقية بل وجوبها ، وعلى تقدير وجوب
__________________
ـ ج ٣ ص ٣٧٦ ورواه في التهذيب ج ٦ ص ١٥٢ بالرقم ٢٦٣ وهو في الوافي الجزء التاسع ص ٢٧ والوسائل الباب ٣٦ من أبواب الجهاد الحديث ٤ ص ٤٣٠ ج ٢ ط الأميري وروى الحديث في مستدرك الوسائل ج ٢ ص ٢٦٠ عن الجعفريات وعن دعائم الإسلام وهو في النسخة المطبوعة بمصر ج ١ ص ٣٧٦ بلفظ «انى بريء من كل مسلم نزل مع مشرك في دار» ورواه في البحار الجزء الرابع من ج ١٥ ص ٢٢٤ بلفظ «انى بريء من كل مسلم نزل مع مشرك في دار حرب» عن نوادر الراوندي.
وروى الحديث من أهل السنة الهيتمى في مجمع الزوائد ج ٥ ص ٢٥٣ عن الطبراني بلفظ أنا بري من كل مسلم أقام مع المشركين لا ترى اباراهما ، وقال رجاله ثقات هكذا في النسخة المطبوعة بالقاهرة ١٣٥٣ والمطبوعة بلبنان ١٩٦٧ وأظن انه من غلط الناسخ والصحيح ناراهما كما في كنز العمال ففيه ج ٤ ص ٢٣٦ بالرقم ١٩٣٨ عن أبى داود والترمذي والضياء عن جرير عن النبي (ص) أنا بريء من كل مسلم مقيم بين المشركين لا تراءى ناراهما.
قلت وللشريف الرضى قدسسره في ص ١٧٠ من المجازات النبوية في شرح الحديث بيان يعجبنا نقله بعين عبارته قال قدسسره :
ومن ذلك قوله عليهالسلام «أنا بريء من كل مسلم مع مشرك ، قيل : ولم يا رسول الله؟ قال لا تراءى ناراهما» وهذه استعارة وقد قيل في ترائي النارين قولان أحدهما أن يكون المراد أن المسلم لا ينبغي له أن يساكن المشرك في بلد فيكون منه بحيث إذا أوقد كل واحد منهما نارا رآه الأخر ، فجعل الترائي للنارين وهو في الحقيقة للموقدين ، والأصل في ذلك المداناة والمقابلة يقول القائل دور فلان تتناظر أى تتدانى وتتقابل ، ويقولون للمسترشد إذا أخذت في طريق كذا فنظر إليك الجبل فخذ عن يمينه أو عن يساره : والمراد إذا قابلك الجبل فنظرت اليه فجعلوا النظر له لأنهم أقاموا الجبل مقام الرئية الناظرة والرفيق المساير وقال الشاعر : ـ