رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول رباط ليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ، فان مات جرى عليه عمله الّذي كان يعمل ، وأجرى عليه رزقه ، وأمن الفتّان ، وعن فضالة بن عبيد (١) أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : كلّ ميّت يختم على عمله إلّا المرابط في سبيل الله ، فإنّه ينمو له عمله إلى يوم القيمة ، ويؤمن من فتّان الفتن ونحوهما.
ونقل في مجمع البيان (٢) قولا بأنّ المراد رابطوا الصّلوات أي انتظروها واحدة بعد واحدة ، لأنّ المرابطة المعهودة لم يكن حينئذ ، قال وروى ذلك عن عليّ عليهالسلام وعن جابر بن عبد الله وأبى سلمة بن عبد الرّحمن أنّه قال لم يكن في زمن رسول الله صلىاللهعليهوآله غزو يربط فيه ، ولكن انتظار الصّلوة خلف الصّلوة.
فإن ثبت ذلك كانت الآية غير دالّة على استحباب المرابطة ، وتكون الدّلالة عليها من غيرها ، وإلّا فالظّاهر انصراف الرباط إلى المعهود ، وقد روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه سئل عن أفضل الأعمال ، فقال إسباغ الوضوء في السّبرات ونقل الأقدام إلى الجماعات ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرّباط (٣).
__________________
(١) الدر المنثور ج ٢ ص ١١٤ أخرجه عن أحمد وأبى داود والترمذي وصححه وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن فضالة بن عبيد قلت وهو في المستدرك ج ٢ ص ١٤٤.
(٢) المجمع ج ١ ص ٥٦٢.
(٣) لم أظفر الى الان على الحديث بالوجه الذي نقله المصنف ففي أخبار الشيعة كون الثلاثة من الكفارات وليس فيها ذكر كونها من الرباط إلا في المروي عن دعائم الإسلام ، وهو في ط مصر ١٣٨٣ في ج ١ ص ١٠٠ ونقله عنه في المستدرك ج ١ ص ٥١ وليس في واحد من أخبارهم كونها أفضل الأعمال ، نعم في دعائم الإسلام كونها مما اختصم فيه الملإ الأعلى ، انظر في ذلك جامع أحاديث الشيعة ج ١ من ص ٩٢ الى ص ٩٤.
واما أخبار أهل السنة ففيها أيضا كون الثلاثة من الكفارات وفي مجمع الزوائد ج ١ ص ٢٣٧ انها مما اختصم فيها الملإ الأعلى وفي أكثرها كونها من الرباط وليس فيها ذكر كونها من أفضل الأعمال ، انظر في ذلك شرح النووي على صحيح مسلم ج ٣ ص ٤١ أو سنن البيهقي ج ١ ص ٨٢ وسنن ابن ماجة ص ١٤٨ وسنن الدارمي ج ١ ص ١٧٧ وتفسير الخازن ـ