(وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) واتّقوه بالتبرّي عمّا سواه لكي تفلحوا بنعيم الأبد أو اتّقوا القبائح لكي تفوزوا بنيل المقامات الثلاث المترتّبة الّتي هي الصّبر على مضض الطّاعات ، ومصابرة النفس في رفض العادات ، ومرابطة البرّ على جناب الحقّ لترصّد الواردات المعبّر عنها بالشريعة والطريقة والحقيقة.
أو اتّقوا الله بلزوم أمره واجتناب نهيه ، لكي تظفروا وتفوزوا بنيل المنية ودرك البغية ، والوصول إلى النجح في الطلبة ، وذلك حقيقة الفلاح ، وفي مجمع البيان أنّ هذه الآية يتضمّن جميع ما يتناوله التكليف ، لأنّ قوله (اصْبِرُوا) يتناول لزوم العبادات ، وتجنّب المحرّمات (وَصابِرُوا) يتناول ما يتّصل بالغير كمجاهدة الجنّ والانس وما هو أعظم منها جهاد النفس (وَرابِطُوا) يدخل فيه الدفاع عن المسلمين والذبّ عن الدين (وَاتَّقُوا اللهَ) يتناول الانتهاء عن جميع المناهي والزّواجر ، والائتمار بجميع الأوامر ، ثمّ يتبع جميع ذلك الفلاح والنّجاح.
__________________
ـ ج ١ ص ٣١٢ وتفسير ابن كثير ج ١ ص ٤٤٤ وتفسير الطبري ج ٤ ص ٢٢٢ والدر المنثور ج ٢ ص ١١٤.
ثم اللفظ في أخبار الشيعة أكثرها إسباغ الوضوء في السبرات ، وفي أخبار أهل السنة إسباغ الوضوء عند المكاره ، أو على المكاره ، إلا في الرقم ٣٤٧٢ من الجامع الصغير ج ٣ ص ٣٠٧ فيض القدير ففيه إسباغ الوضوء في السبرات ، وكذا في مجمع الزوائد ج ١ ص ٢٣٧.
والسبرات جمع سبرة بسكون الموحدة وهي شدة البرد كسجدة وسجدات.