وفي الآية دلالة على أفضليّة إخفاء الصدقة ، وقد تظافرت بذلك الأخبار ، ففي الحديث (١) عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : صدقة السرّ تطفئ غضب الربّ ، وتدفع الخطيئة كما يطفئ الماء النار وتدفع سبعين بابا من البلاء (٢) وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم سبعة (٣) يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه : الإمام العادل ، وشابّ نشأ في عبادة الله عزوجل ، ورجل قلبه معلّق بالمساجد ، ورجلان تحابّا في الله واجتمعا عليه وتفرّقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إنّى أخاف الله عزوجل ، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتّى لم تعلم يمينه ما ينفق شماله ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه.
وعن الصادق عليهالسلام (٤) الصدقة والله في السرّ أفضل من الصدقة في العلانية ، و
__________________
(١) المجمع ج ١ ص ٣٨٥ وروى صدره في التهذيب ج ٤ ص ١٠٥ الرقم ٢٩٩ والفقيه ج ٢ ص ٣٨ الرقم ١٦١ والكافي ج ١ ص ١٦٣.
(٢) زاد في سن : وعنه (ص) أفضل الصدقة جهد المقل الى الفقير في السر ، وعنه صلىاللهعليهوآله : ان العبد يعمل عملا في السر فيكتبه الله له سرا فان أظهره نقل وكتب في العلانية ، فإن تحدث به نقل من العلانية والسر وكتب في الرياء.
أخرج مضمون الأول في الدر المنثور ج ١ ص ٣٥٣ عن ابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبي أمامة وعن الطيالسي واحمد والبزار والطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب عن أبى ذر وعن أحمد والطبراني والأصبهاني في الترغيب عن أبي امامة والمصنف أخذ موضع الحاجة من الحديث. وروى مضمون الثاني في عدة الداعي انظر ص ١٠٨ من أبواب المقدمات جامع أحاديث الشيعة الرقم ٧٩٨.
(٣) المجمع ج ١ ص ٣٨٥ وعنه الوسائل الباب ١٤ من أبواب الصدقة ورواه أيضا في الخصال أبواب السبعة عن أبي هريرة وعن ابن عباس ج ٢ ص ٢ و ٣ مع تفاوت يسير في اللفظ ورواه عنه في الوسائل الباب ٣ من أبواب المساجد الحديث ٤ ج ١ ص ٣٠٣ ط الأميري وأخرجه السيوطي في الجامع الصغير ج ٤ ص ٨٨ فيض القدير الرقم ٤٦٤٥ عن احمد والبخاري ومسلم والترمذي وأخرجه في الدر المنثور ج ١ ص ٣٥٤ عن البخاري ومسلم والنسائي.
(٤) الفقيه ج ٢ ص ٣٨ الرقم ١٦٢ والكافي ج ١ ص ١٦٢.