لو أصابته لشجّته أو عقرته ، ثمّ قال يجيء أحدكم بماله كلّه يتصدّق به ، ويجلس يتكفّف الناس ، إنّما الصدقة عن ظهر غنى (١) ومن طريق الخاصّة (٢) ما رواه الوليد بن بن صبيح قال كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام فجاءه سائل فأعطاه ، ثمّ جاءه آخر فأعطاه ثمّ جاءه آخر فأعطاه ثمّ جاءه آخر فقال وسّع الله عليك ، ثمّ قال لو أنّ رجلا كان له مال يبلغ ثلاثين ألف أو أربعين ألف درهم ، ثمّ شاء أن لا يبقى منها شيئا إلّا وضعه في حقّه لفعل ، فيبقى لا مال له ، فيكون من الثلاثة الّذين يردّ دعاؤهم الحديث.
وروى حمّاد اللحّام (٣) عن أبي عبد الله عليهالسلام قال لو أنّ رجلا أنفق ما في يده
__________________
(١) كنز العرفان ج ١ ص ٢٤٥ والمستدرك ج ١ ص ٥٤٤ عن غوالي اللآلي وسنن ابى داود ج ٢ ص ١٧٧ بالرقم ١٦٧٣ ط مطبعة السعادة وسنن البيهقي ج ٥ ص ١٨١.
(٢) الكافي ج ١ ص ١٦٦ باب قدر ما يعطى السائل الحديث ١ وهو في المرآة ج ٣ ص ٢٠٣ والمنتقى ج ٢ ص ١٥٤ ورواه في الفقيه ج ٢ ص ٣٩ الرقم ١٧٣ وهو في الوافي الجزء السادس ص ٥٧ وتمام الحديث في الكافي : قلت من هم قال أحدهم رجل كان له مال فأنفقه في [غير] وجهه ثم قال يا رب ارزقني فيقال له الم اجعل لك سبيلا الى طلب الرزق.
ولا يخفى عليك عدم مطابقة الجواب مع السؤال إذ لا يناسب جواب من أنفق تمام ماله بجعل السبيل الى طلب الرزق والظاهر ان فيه سقطا وقع سهوا من قلم الناسخ وان الصواب ما رواه في الفقيه فان فيه بعد قوله يا رب ارزقني : فيقول الرب عزوجل الم أرزقك وبعده : ورجل جلس في بيته ولا يسعى في طلب الرزق ويقول يا رب ارزقني فيقول الرب الم اجعل لك سبيلا الى طلب الرزق ورجل تؤذيه امرءته فيقول يا رب خلصني منها فيقول الرب الم أجعل أمرها بيدك.
فترى ان جواب كل سؤال مناسب له والعجب انه لم يذكر في المرآة والمنتقى في ذلك شيئا نعم نقل ذلك في هامش الفروع المطبوع سنة ١٣١٢ ص ١٦٦ عن المجلسي قدسسره.
وقريب من الحديث ما رواه في أصول الكافي عن الوليد بن صبيح باب من لا يستجاب دعاؤه الحديث ١ و ٢ بسندين آخرين وبنحو آخر وهو في المرآة ج ٢ ص ٤٦٤ والوافي الجزء الخامس ص ٢٣٠.
(٣) الكافي ج ١ ص ١٧٧ باب فضل القصد الحديث ٧.