(قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) أي هي لهما مختصّة بهما ، والمراد أنّها للرسول في حال حياته صلىاللهعليهوآله ومن بعده للإمام القائم مقامه ، وعلى هذا فلا تكون منسوخة بآية الغنيمة أعني قوله تعالى (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ) الآية لعدم التنافي بينهما ، لاختلاف المحلّ ، نعم لو حملناها على الغنيمة أمكن القول بالنسخ للتنافي (١).
__________________
ـ ما أخذ ـ الى أن قال ـ وقالا (ع) : ان غنائم بدر كانت للنبي خاصة فقسمها بينهم تفضلا منه ، وهو مذهب أصحابنا الإمامية» وفي التفسير المنسوب الى على بن إبراهيم (انظر تفسيره المطبوع ص ١٣٧ وقد نقل عنه في البرهان ج ٢ ص ٦١ بالرقم ٢٦ ونور الثقلين ج ٢ ص ١١٩ بالرقم ١٣) ما يدل على أنها نزلت يوم بدر ، وأنت خبير بأن الذي يقتضيه هذا أن الأنفال أعم من الغنيمة والفيء إذا كانت الغنيمة كالفيء مختصة به (ص) [فان كون غنائم بدر من أحد الأقسام المذكورة في تفسير الأنفال بعيد جدا لا شاهد له] فإطلاق الأنفال على غنائم بدر كما هو مقتضى نزول الآية فيها لا يكون الا باعتبار شمول النفل للغنيمة أيضا وان كان باعتبار كونها للنبي فهي كانت أحد الأقسام أيضا فإطلاق الأنفال عليها ان كان بخصوصها فمن إطلاق العام على الخاص ، ويكون المراد بالروايات المتضمنة لتفسيرها بتلك الاقسام انها باعتبار معناها العام الباقي على حكمها الان ، وان كان المراد الأعم فالاقتصار في الروايات على الأقسام المذكورة متوجه أيضا ، فإن الظاهر أن الغنيمة على هذا قد أخرجت من حكم بقية الأنفال.
(١) زاد في سن وعش : وقد عرفت حملها على الغنيمة فيما سبق ، قال العلامة. (ره) (انظر المنتهى ج ٢ ص ٩٢٢ وقريب منه ما في التذكرة ج ١ ص ٤١٩ ونقله عن العلامة في المرآة ج ١ ص ٤٢٢) : الغنيمة كانت محرمة فيما تقدم من الأديان وكانوا يجمعون الغنيمة فتنزل النار من السماء فتأكلها ، فلما أرسل الله محمدا (ص) أنعم بها عليه فجعلها له خاصة قال تعالى (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) وقد روى عنه صلىاللهعليهوآله أنه قال : أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي وذكر منها أحلت لي المغانم ، إذا ثبت (راجع الجامع الصغير بالرقم ١٧٤ ج ١ ص ٥٦٦ شرح فيض القدير أخرجه عن البخاري ومسلم والنسائي عن جابر) ، فإن النبي صلىاللهعليهوآله كان مختصا بالغنائم لقوله (يَسْئَلُونَكَ) الآية فنزلت في بدر لما تنازعوا في الغنائم فلما نزلت قسمها رسول الله (ص) وأدخل معهم جماعة لم يحضروا الواقعة لأنها كانت له يصنع بها ما يشاء ، ثم نسخ ذلك وجعلت للغانمين ـ