(قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللهِ وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ وَلَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ) (١٣٩)
الإخلاص النية ، روينا من حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : (إنما الأعمال بالنيات ،
____________________________________
السير ـ قال : نكح يعقوب ابنة خاله ليا بنت ليان بن تمويل بن إلياس ، فولدت له روبيل ـ وهو أكبر ولده ـ وشمعون ولاوى ويهودا ـ وإليه تنسب اليهود ـ وريالون ويشحر وذببه بنت يعقوب ، ثم توفيت ليا ، فنكح يعقوب أختها راحيل بنت ليان خاله ، فولدت له يوسف وبنيامين ، وولد ليعقوب من سريتين كانتا له ، الواحدة اسمها زلفى والأخرى بلها ، أربعة نفر : دان وتغثالى من زلفى ، وجاد وأشر من بلها ، وقد روينا من غير هذا الطريق أن زلفى ولدت له دان ويقنوان ورنوان ، وولدت له بلها جاد وأشر وأنساخر ، ثم قال : (١٣٨) (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا) الآية ـ فقوله : (فَقَدِ اهْتَدَوْا) مقابلا لقولهم حين قالوا لنا : (تَهْتَدُوا) إذا كنتم هودا أو نصارى ، وكان جوابنا لهم جواب إنصاف معرى من الأهواء التي دانوا هم الله بها ، فإنه جواب عن وحي منزل (وَإِنْ تَوَلَّوْا) يقول : وإن أعرضوا عن هذا الإيمان (فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ) أي في منازعة وحرب لله ورسوله ، ومعناه أنك أتيتهم بكلام يشق عليهم سماعه ، فأداهم ذلك إلى حرب ومنازعة فلا تهتم يا محمد (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ) فهو قوله : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ) أي الله يكفيني أمرهم ، وهو قوله : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ) قال الله تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما) أي نزاعا ، وهو أن يقول كل واحد أو يعمل ما يشق على الآخر (وَهُوَ السَّمِيعُ) ما يقولونه لكم (الْعَلِيمُ) بهم أنهم يباهتون ويكذبون على الله وعلى أنبيائهم وكتابهم (١٣٩) (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً) الآية ، فعلة من صبغ كقعدة من قعد ، وذلك والله أعلم لما كانت النصارى تصبغ من دخل في دينها في ماء يقال له المعمودية لتطهره بذلك الصبغ عن كل دين سواه ، قال الله لنا ولهم : (صِبْغَةَ اللهِ) الذي هو الإيمان المطهر القلوب من الكفر والشرك (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً) هو قوله : (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ) فإن هذه الصبغة تسعده وتحله دار القرار ، وصبغتهم ليست كذلك ، لأنها من شرعهم الذي لم يأذن به الله ، ونصب صبغة الله على أن يكون بدلا من قوله : (بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ) أو نصبا على الإغراء ، ويكون (وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ) مبتدأ فإن كان (وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ) عطفا على قوله : (آمَنَّا بِاللهِ) كان نصب صبغة الله على أن يكون مصدرا مؤكدا لقوله : (آمَنَّا بِاللهِ) وهو أوجه من الأول لانتظام الكلام على نسق واحد ، وقوله : (وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ) أذلاء تحت أمره وحكمه ، (١٤٠) (قُلْ أَتُحَاجُّونَنا