(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ) (٢٠٤)
الإنسان ألد الخصام حيث خاصم فيما هو ظاهر الظلم فيه ، وليس إلا الربوبية.
(وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ (٢٠٥) وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهادُ) (٢٠٦)
حد جهنم بعد الفراغ من الحساب ودخول أهل الجنة الجنة من مقعر فلك الكواكب الثابتة إلى أسفل سافلين ، هذا كله يزيد في جهنم مما هو الآن ليس مخلوقا فيها ، ولكن ذلك
____________________________________
النحر ، من تعجل فيهما فنفر في اليوم الثاني فلا إثم عليه ، وفيه وجهان : الوجه الواحد أنه مغفور له سواء عجل أو أخر ، ما ينفر إلا وهو مغفور له ، والوجه الآخر ، من تعجل فنفر في اليوم الثاني فلا إثم في تعجيله حيث ترك اليوم الثالث (وَمَنْ تَأَخَّرَ) إلى اليوم الثالث (فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) لتأخيره إذ كان التعجيل مشروعا ، وكان يمكن أن يكون منهيا عنه ، وكان التأخير مشروعا وكان يمكن أن يكون منهيا عنه ، فلما كان التعجيل والتأخير مشروعين ، ارتفع الإثم بترك كل واحد منهما لا بتركهما معا ، وقوله : (لِمَنِ اتَّقى) أي من كان تعجيله وتأخيره من حيث ما هو مشروع له فقد اتقى ، وقوله : (وَاتَّقُوا اللهَ) يعني في المستأنف ، فإنه مغفور له بحجه ، فليتق الله فيما بقي من عمره ، فأمره الله بذلك وأعلمه أنه إليه يحشر يوم القيامة ، فقال : (وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) ليلزم طريق الاستقامة ، فهو إيقاظ له لئلا تجنح النفس وتسكن إلى ما تقدم من مغفرة الله له في حجه (٢٠٥) (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) الآيات ، إلى قوله : (وَلَبِئْسَ الْمِهادُ) هؤلاء الآيات وإن كانت نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي ، فهي عامة في كل من هو بهذه الصفة من النفاق والفساد ، يقول : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ) لما فيه من اللين واللطف عندما يلقاك أو يلقى أحباءك (وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ) من غير ذلك من العداوة والبغضاء لك ، وهذا لا يكون ممن يعرف أنه نبي ويجحد ما هو متيقن بصدقه ، لقوله : (وَيُشْهِدُ اللهَ) أي أنه يقول لربه : اشهد عليّ أني عدو لهذا ، وأني أعتقد فيه أنه كاذب ، على