والعلانية ، ورضي بقضاء الله ، وقنع بما أعطاه الله ، خرج من الظلمة إلى النور في مقدار طرفة العين ، مبيضا وجهه ، قد نجا من الغموم كلها ، ومن خالف في شيء منها بقي في الغم والهم ألف سنة ، ثم خرج منها مسودا وجهه ، وهو في مشيئة الله يفعل به ما يشاء ، ثم يساق الخلق إلى سرداقات الحساب ، وهي عشر سرداقات ، يقفون في كل سرداق منها ألف سنة ، فيسأل ابن آدم عند أول سرداق منها عن المحارم ، فإن لم يكن وقع في شيء منها جاز إلى السرداق الثاني ، فيسأل عن الأهواء فإن كان نجا منها جاز إلى السرداق الثالث ، فيسأل عن عقوق الوالدين ، فإن لم يكن عاقا جاز إلى السرداق الرابع ، فيسأل عن حقوق من فوض الله إليه أمورهم ، وعن تعليمهم القرآن ، وعن أمر دينهم وتأديبهم ، فإن كان قد فعل جاز إلى السرداق الخامس ، فيسأل عما ملكت يمينه ، فإن كان محسنا إليهم جاز إلى السرداق السادس ، فيسأل عن حق قرابته ، فإن كان أدى حقوقهم جاز إلى السرداق السابع ، فيسأل عن صلة الرحم ، فإن كان وصولا لرحمه جاز إلى السرداق الثامن ، فيسأل عن الحسد ، فإن لم يكن حاسدا جاز إلى السرداق التاسع فيسأل عن المكر ، فإن لم يكن مكر بأحد جاز إلى السرداق العاشر ، فيسأل عن الخديعة ، فإن لم يكن خدع أحدا نجا ونزل في ظل عرش الله تعالى قارة عينه فرحا قلبه ضاحكا فوه ، وإن كان قد وقع في شيء من هذه الخصال بقي في كل موقف منها ألف عام جائعا عاطشا حزنا مغموما مهموما لا ينفعه شفاعة شافع ، ثم يحشرون إلى أخذ كتبهم بأيمانهم وشمائلهم ، فيحبسون عند ذلك في خمسة عشر موقفا ، كل موقف منها ألف سنة ، فيسألون في أول موقف منها عن الصدقات وما فرض الله عليهم من أموالهم ، فمن أداها كاملة جاز إلى الموقف الثاني ، فيسأل عن قول الحق والعفو عن الناس ، فمن عفا عفا الله عنه وجاز إلى الموقف الثالث ، فيسأل عن الأمر بالمعروف ، فإن كان آمرا بالمعروف جاز إلى الموقف الرابع ، فيسأل عن النهي عن المنكر ، فإن كان ناهيا عن المنكر جاز إلى الموقف الخامس ، فيسأل عن حسن الخلق ، فإن كان حسن الخلق جاز إلى الموقف السادس ، فيسأل عن الحب في الله والبغض في الله ، فإن كان محبا في الله مبغضا في الله جاز إلى الموقف السابع ، فيسأل عن مال الحرام ، فإن لم يكن أخذ شيئا جاز إلى الموقف الثامن ، فيسأل عن شرب الخمر ، فإن لم يكن شرب من الخمر
____________________________________
البأس للكافرين لما يتضمن من الصواعق والرعود القواصف والبروق الخواطف والرياح