وهو الاسم الذي يتضمن الأسماء الإلهية التي تطلبها الأكوان كلها لاتساعه ، وهي أكثر من أن تحصى كثرة.
____________________________________
ولم يتول عن القتال ، فكأنهم قاربوا أن يتولوا بأجمعهم لولا أن الله اعتنى بالطائفة التي استثنى منهم ، قال : (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) وعيد وتهديد ، وتحقيق أن الله يعلم ما يكون من الظالم من الظلم قبل وقوعه ، فأنطق الله بذلك نبيه عليهالسلام ، وعرفنا الله بهذا كله تنبيها لنا وتذكرة لئلا نكون مثلهم فيما يأمرنا به سبحانه ، وتعزية للنبي محمد صلىاللهعليهوسلم ، وتثبيتا لفؤاده إن وقع منا في أمر الله ما وقع من هؤلاء ، قال تعالى : (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ) ثم قال : (٢٤٨) (وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً) يقول : لما سأل ملأ بني إسرائيل نبيهم أن يبعث لهم ملكا يقاتلون معه عدوهم ، قيل أوحى الله إلى نبيه بقارورة فيها دهن مقدس ، فقال له ربه : إذا دخل عليك رجل فينشّ الدهن عند دخوله فذلك هو الملك الذي نبعثه لهم ، فدخل عليه طالوت يوما يرجو بركة دعائه في أن يرد الله عليه حمرا ضلت له ، فلما دخل نش الدهن في القارورة ، فدهنه به ، وكان رجلا دباغا حقيرا في قومه من سبط بنيامين ، ولم يكن في ذلك السبط نبوة ولا ملك ، وكان طالوت من أدنى بيت فيه ، وسمي طالوت لفضله عليهم في العلم والجسم من الطول وهو الفضل ، واسمه بالسريانية شانك بن قيس بن إنبال بن ضرار ابن يحرب بن أفثح بن إيش بن يامين بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل ، فقال له شمويل : إن الله قد أمرني أن أبعثك ملكا لهؤلاء القوم تقاتل بهم عدوهم ، ودهنه بدهن القدس ، وأعلمه أن الله يوحي إليه إذا كان في مكان كذا وكذا ، ثم قال لقومه : (إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً)(قالُوا أَنَّى يَكُونُ) يقولون كيف يكون : (لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا) وليس هو من سبط فيه نبوة ولا ملك (وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ) يقولون وما له مال واسع يكون به ملكا قالَ لهم نبيهم (إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ) أي اختاره (عَلَيْكُمْ) يقول : يكون ملكا عليكم يملك أمركم (وَزادَهُ) عليكم (بَسْطَةً) أي اتساعا (فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ) أي منظره عظيم حسن ، ومخبره مثل ذلك ، وأحسن الناس من عظم منظرا ومخبرا ، وقيل كان سقاء يستقي الماء على حمار له (وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ) يقول : الملك لله سبحانه ليس لكم فيعطيه لمن يشاء من عباده ، قال تعالى : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ) ثم قال : (وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) لما قالوا : ولم يؤت سعة من المال ، أخبرهم الله بأني واسع العطاء إذا شئت أغنيته بالمال ، وقوله : (عَلِيمٌ) في هذا الموضع ، يقول : عليم بمن يصلح من عبادي للنيابة عني في خلقي والتقدم عليهم ، ولما أخبرهم نبيهم بأن الله اصطفى عليهم طالوت بالملك ، قالوا : ما آية ذلك؟