(٩١) وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ إِلاَّ أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللهِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) (٩٢)
ما في الخلق من يملك سوى الإنسان ، وما سوى الإنسان من ملك وغيره لا يملك شيئا ، وما ثم موجود من يقرّ له بالعبودية إلا الإنسان ، فيقال : هذا عبد فلان ولهذا شرع الله له العتق ورغّبه فيه.
(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً) (٩٣)
غضب الله لا يخلص عن رحمة إلهية تشوبه ، فغضبه في الدنيا ما نصبه من الحدود والتعزيرات ، وغضبه في الآخرة ما يقيم من الحدود على من يدخل النار ، فهو وإن كان غضبا ، فهو تطهير لما شابه من الرحمة في الدنيا والآخرة ، لأن الرحمة لما سبقت الغضب في الوجود عمّت الكون كله ووسعت كل شيء ، ويخرج تخليد من قتل مؤمنا متعمدا أي قصد قتله لإيمانه : (وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ) أي جازاه جزاء المغضوب عليه ، فإن غضب الله تعالى منزه عن غليان دم القلب طلبا للانتصار ، لأنه سبحانه يتقدس عن الجسمية والعرض ، فذلك قد يرجع إلى أن يفعل فعل من غضب ممن يجوز عليه الغضب ، وهو انتقامه سبحانه من الجبارين والمخالفين لأمره والمتعدين حدوده ، فالمجازي يكون غاضبا ؛ فظهور الفعل أطلق الاسم.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى