ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (١٥٤) فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (١٥٥) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً (١٥٦) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً) (١٥٧)
قالت بنو إسرائيل (إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ) فأكذبهم الله فقال (وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ). وقال (وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً) يريد ما هو مقتول في نفس الأمر لا عندهم بل شبه لهم ، فهذا يقين مستقل ، ليس له محل يقوم به ، فإنهم متيقنون أنهم قتلوه ، وهذا من باب قيام المعنى بالمعنى ، فإن اليقين معنى ، والقتل معنى ، فالقتل قد تيقن في نفسه أنه ما قام بعيسى عليهالسلام ، فالقتل موصوف في هذه الآية باليقين ، وأصدق المعاني ما قام بالمعاني ، وهذه المسئلة من محارات العقول.
(بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (١٥٨) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً) (١٥٩)
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ينزل فيكم عيسى ابن مريم حكما قسطا وفي رواية مقسطا عدلا ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير. وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم في عيسى عليهالسلام إذا نزل «أنه لا يؤمنا إلا منا» أي بسنتنا.
(فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ