كان قبل نفخ الروح فيه ، فإنه ينطلق بالشرع على تلك الصورة أنها ميتة ، فإذا خرج الجنين بالطرح ، وشاهدناه صورة وإن لم ينفخ فيه روح للصورة الظاهرة ، وتحقق اسم الموت ، فلا مانع للصلاة عليه بوجه من الوجوه ، ولم يقل رسول الله صلىاللهعليهوسلم إنه لا يصلى على ميت إلا بعد أن تتقدمه حياة ، ما تعرض لذلك ، وإن كان لم يقع الأمر إلا فيمن تقدمت له حياة ، وما يدل عدم النقل على رفع الحكم ، بل المفهوم من الشرع الصلاة على الميت من غير تخصيص ، إلا ما خصصه الشارع من النهي عن الصلاة على الكافر وغير ذلك ، ممن نص ترك الصلاة عليه ، وليس للطفل فيه مدخل. بل قد ذكر الترمذي عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن الطفل يصلى عليه ، ولا يرث ولا يورث حتى يستهل صارخا ، فقد حكم بالصلاة عليه وما حكم بالميراث مثل ما حكم على من مات عن حياة ، فهذا الخبر يقوي ما ذهبنا إليه ، من وجود صورة الإنسان وإن لم يعلم أن موته عن حياة ولا عن غير حياة ، وحديث المغيرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم أن الطفل يصلى عليه.
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٢٩)
إن الرزق على نوعين في الميزان الموضوع في العالم لإقامة العدل وهو الشرع : النوع الواحد يسمى حراما ، والنوع الآخر يسمى حلالا ، وهو بقية الله التي جاء نصها في القرآن. قال تعالى : (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) فهذه هي التي بقيت للمؤمنين
____________________________________
بما ولاه الله عليه من تدبير جسده ، ومن ملكه الذي يصل إليه في جواره في دار الكرامة ، فإن كنتم مؤمنين كنتم بهذه المثابة من الكرامة ، وإن كفرتم كنتم على النقيض من هذه الصفة ، وكان خلق الحياة والموت في حقكم ابتلاء ، فقال تعالى (خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) فأحسن المؤمنون فربحوا ، ولم يحسن الكفار فخسروا ، حيث لم يقوموا بشكر هذه النعم ، ثم أردف هذه النعم بنعم أخر فقال (٣٠) (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) ردا على القائلين بنسبة الخلق المولد في الأرض للطبيعة ، فأضافه إليه سبحانه ، وخلق هنا خاصة بمعنى قدّر ، وهو