وباعتنائه ـ رحمهالله ـ بالمعاني ، أوقف القارئ على المراد من الآية ، دون أن يعرج به على المباحث اللغوية أو الإسرائيليات أو السجال المتبادل بين أهل التفسير ، مع الاعتناء بأمور العقيدة على منهج السلف ، والالتفات إلى جوانب تربية النفوس وإصلاح الأخلاق. وكل ذلك في قالب جميل ، بأسلوب واضح رائق العبارة.
فتفسيره بهذا ، من أحق التفاسير بالقراءة ، وأولاها بالعناية ، خاصة لمن لم يكن متخصصا في العلوم الشرعية ، مع الرغبة في فهم الكتاب العزيز.
ولقد منّ الله عليّ بالعناية بهذا التفسير ، ومحبة صاحبه ـ رحمهالله ـ وكنت دائم النصح بقراءته. ولكن كثرة عدد أجزائه تثبط من همم المنصوحين ، فصرت أقلب النظر ابتغاء وسيلة تهدم الحاجز النفسي الحائل بين بعض القراء وهذا التفسير ، فكان التهذيب رأيا من الآراء حالت دونه حوائل (والخيرة فيما اختاره الله) إلى أن صدر الكتاب بهذا الشكل.
وإنني إذ أحمد الله الذي يسر لي العناية بإخراج هذه الطبعة ، أشكر كل من أعان على ذلك ، وأخص فضيلة شيخي العلامة الفقيه : عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل (رئيس الهيئة الدائمة بالمجلس الأعلى للقضاء وعضو هيئة كبار العلماء سابقا) الذي شجع على إتمام هذا العمل ، وتوّجه بكتابة مقدمة له. وفضيلة الشيخ العلامة : محمد بن صالح العثيمين «عضو هيئة كبار العلماء» الذي تفضل بعد الاطلاع على نماذج العمل الأولية ، بكتابة كلمة تتضمن التعريف بالتفسير ، وحفز همم طلبة العلم لمطالعته. وفضيلة أخي الشيخ :
محمد بن عبد العزيز الخضيري ، الذي أعان على متابعة هذا العمل ، وأبدى من جميل الآراء ما كان له أثره في خروج هذا التفسير بهذه الصورة.
والإخوة الكرام ، الذين تفضلوا بالإنفاق على طباعة الكتاب للتوزيع ، حسبة وتقربا إلى الله عزوجل.
فاللهم أجزل لهم جميعا الأجر والمثوبة ، وارحم العلامة الفقيه المفسر : عبد الرحمن بن ناصر السعدي ، واجزه خير ما جزيت به العلماء العاملين.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
|
وكتب عبد الرحمن بن معلا اللويحق في الخامس عشر من شهر شوال عام ١٤١٦ ه |