مع النائب المفوض إليه ، بأن ركوبه في تلك الفركاطة يكون يوم الأربعاء السابع (١) منه على الساعة الحادية عشرة ، فبقيت بمحل ترسيتها إلى اليوم المذكور لتهيئ بعض المقتضيات بثغر طنجة وتجديد ما أبلاه السفر في البر وتبديله بما يناسب سفر البحر ، وفي ليلة الأربعاء أمر الباشدور بحضور كبير المخازنية (٢) ، فحضر وأعلمه أن يخبر أصحابه بالتيقظ قبل الفجر وخروج الخيل المهدية شيئا فشيئا كل اثنين منفردان ، ونزع صفائحها ، ونزولها للمرسى بقص طلوعها للبابور ، فأجاب بالسمع والطاعة ، وقام بذلك أتم قيام حتى طلعت الخيل كلها للبابور بل لتلك الفركاطة ، وفي الساعة الثامنة من يوم (٣) الأربعاء المذكور نزلت الصناديق (٤) التي فيها الأغراض الشريفة ، مع صناديق حوائج السفر المحتاج إليها ، وطلعت للسفر بالفركاطة وترك الفراش كله ببيت بتلك الدويرة المذكورة مختوم عليه ، عدا شيء يسير من فراش الباشدور فإنه أمر بطلوعه للفركاطة فطلع ، وكانت مدة إقامته بطنجة نحو سبعة أيام نسأل الله الإعانة على التمام بجاه خير الأنام عليه فضل الصلاة والسلام.
__________________
(١) ٣١ ماي عام ١٨٧٦ م.
(٢) هو قائد المحلة أو قائد الرحى (١٠٠٠ جندي).
(٣) ٣١ ماي عام ١٨٧٦ م.
(٤) نظرا لكثرة وتنوع الهدايا ، كتب عبد الله بن أحمد المكلف بالسهر على صنعها بفاس رسالة إلى الحاجب السلطاني يستفسر في أمر الطلب السلطاني الضخم. ابن زيدان ، إتحاف ، م. س ، ٢ : ٢٩٥.
«أخانا الفقيه ... موسى بن سيدي أحمد ... وبعد ، إن المعلمين ذكروا أنهم إن صنعوا ذلك بأجمعه ربما يستغني عن بعضه فيبقى بيدهم كاسدا لا يجدون مشتريا له منهم لعدم صلاحيته هنا ، وعليه فإن كان المراد صنع الجميع من غير أن يرد لهم شيء ، فيعتمدون على ذلك وإن كان المراد صنع البعض المختار من ذلك فليبين المراد لهم ، حتى تطمئن نفوسهم فيما يقدمون على صنعه».