ويشتغلون بعملهم كما تقدم ، ثم يمر الواحد ذو اللحية والعشرة بعده والفرسان ، فيسلم كبيرهم على كبير الدولة ، فيجيبه كما تقدم. ثم تتبعهم الصفوف الثمانية على الصفة المتقدمة. هكذا كان دأب هذه العساكر الرجلية في التسراد. وعدد الفرق التي مرت على هذه الصفة أربعون فرقة. فهي مشتملة ـ والله أعلم ـ على أربعين ألفا. ثم تبعتهم فرسان يجرون الكراريط حاملة صناديق مقفلة ، قيل فيها الشواقير وغيرها من الآلة المحتاج إليها في السفر ، وعددهم نحو ألفين ، ثم أتت فرسان العسكر ومعها الطنابرية وأصحاب الموسيقا ومروا صفا بعد صف / ١٠٢ / وهم خمس فرق ، وفي كل فرقة نحو ألف كما تقدم ، ومرت بعدهم أربعون فرقة من الخيل تجر المدافع ، في كل فرقة ستة مدافع ، كل مدفع يجره خمسة من الخيل ، والعسكر راكب عليها ، وعلى كل كريطة (١) مدفع أربعة من العسكر. وعدد الفرق التي مرت على هذه الصفة أربعون فرقة ، ففيها أزيد من ألفين ، لأن بعض الفرق كان يمر فيها صفان من المدفع صفا إثر صف ، فعلى هذا يكون جملة العسكر الذي حضر التسراد في ذلك نحو خمسين ألفا بين فرسان وراجلين ، ومن الناس من كان يقول إن ذلك العسكر قدره خمسة وستون ألفا ، ومنهم من كان يقول ثمانون ألفا ، وانظر ما مستندهم في ذلك. وقيل إن ذلك العسكر الذي حضر التسراد هو عسكر باريس لا غير.
ضيافة عظيم الدولة للباشدور مرحبا به
وفي يوم الأربعاء الواحد والعشرين من جمادى الأولى (٢) ركبنا في الأكداش / ١٠٣ / المخزنية في الساعة الرابعة غير ربعها للطلوع لدار كبير الدولة بقصد الضيافة ، لأنه كان تقدم أنه أعلمنا بذلك يوم المسابقة ولم يكتف بذلك. بل في يوم
__________________
(١) انظر شرحه في الملحق رقم : ٤.
(٢) ١٤ يونيو سنة ١٨٧٦ م.