وليست مرفوعة على أكياش من عود (١) كما في عرف البناءين عندنا. لكنها ـ والله أعلم ـ موضوعة على قناطر ، والقناطر موضوعة على السواري ، وسقف الدرج ممتد / من جدران تربيع البراح إلى تلك القناطير مجلد عليه من أسفل الدرج ، وعلى التجليد طلاء أبيض ، بسببه يظهر لناظره أن سقف الدرج كذات واحدة غير متصل بعضه ببعض ، وفي كل طبقة ثلاثون درجة ، في كل تربيع عشرة مبسوط مستو ليس فيه درج ، والدرابيز (٢) من الحديد دائرة مع الدرج من ابتدائها إلى انتهائها وهي مفرشة بالزرابي ، بين كل درجتين قضيب ، لعله حديد مموه ممتد على عرض الدرجة ، وهو الماسك للزربية بأسفل كل درجة. فإذا صعد الصاعد الثلاثين درجة المحيطة بالثلاثة أرباع المذكورة ، وصل إلى الربع الرابع المبسوط الذي ليس فيه درج. فإذا سار إلى منتهاه يجد في الربع الذي عن يمينه ساباط طويل ، هو الذي طوله خمسون خطوة ، وعن يمينه ويساره بيوت الصالات ، وبالركن اليساري / أي الذي عن يسار منتهى ذلك الربع الذي ليس فيه درج ، باب صالة ركنية ، والداخل إليها إذا وصف ببابها يجد بالزاوية التي عن يمينه بابا آخر ، وهو مقفول ، ولعله إذا فتح يقابل الواقف به ساباط آخر مواز للساباط الذي تقدم ذكره ، بينهما بيوت صالات المتقدم ذكرها ، ويجد ـ الله أعلم ـ عن يساره صالات أخر مقابلة للأخرى. ودليله أننا إذا أسقطنا تربيع (اثنتي عشر) براح الدار من جملة خمسين تربيعا شكلها يبقى نحو ثمان وثلاثين خطوة بين منتهى البراح والجدار المحيط بالدار من كل جهة من الجهات الأربع ، وإذا أسقطت من الثمان والثلاثين خطوة عرض الساباط المذكور ثانيا ، وهو الحاجز بين الصالات الممتدة يمينا ويسارا قدر عرضه نحو أربع خطوات مع أساس
__________________
(١) يطرح نوع من المقارنة بين البناء المغربي التقليدي الذي يعتمد على الجوائز الخشبية والحجر والجير والطين وغير ذلك ، ثم البناء الأوربي الحديث الذي يعتمد على الأعمدة والقناطر المدعمة بالحديد والإسمنت والآجور ...
(٢) انظر شرحه في الملحق رقم : ٤.