عرضا ، قد رقمت بالصقلي رقما كبيرا ، وفي وسطها تربيع أخضر مرقوم كذلك برقم بديع ، وهي مبسوطة معلقة في جدار هذه القبة ، وزربية أخرى طولها نحو سبعة أذرع ، وعرضها نحو ثلاثة ونصف على تلك الصفة ، وأخرى مثلها نحو ستة أذرع طولا ، وثلاثة عرضا ، وأخرى تغطيه نحو ثلاثة أذرع ونصف طولا ، ونحو ذراعين عرضا ، وعربة مجلدة من ظاهرها بفتقيات مع العاج ، فيها توريق رائق نافد ، وسرير عليه قبة ، كل ذلك مذهب فيه صورة خروج ملك الهند للحرب وهو جالس فيه محمولا على أعناق رجال ، أمامهم فيلان مركوبا عليهما ، والكل مموه بالذهب وغير ذلك من أواني الذهب ، ثم دخلنا إلى قبب أخر وجدنا فيها العدة من المكاحيل ، من العينة الجديدة. بتواقيلها رقاق كالسكاكين ، وهي مصطفة صفا فوق صف بين موائد من عود قيل في هذه المخازين منها مائة وعشرون ألفا وعشرة آلاف من السيوف ، وغير ذلك من الكوابيس والسكاكين ، معلقة في الجدران وفي السقف على كيفية عجيبة ، بحيث يجعلونها دوائر ، وتكون السكاكين كأنها أنصاف أقطارها والكوابيس كذلك.
وفي يوم الأربعاء (١) ورد على الباشدور كتاب (٢) من وزير الأمور البرانية بواسطة ولد الباشدور النجليز يقول فيه نحبك /٢٤٠/ تخبر سيدنا الباشدور سيدي الحاج محمد الزبيدي بهذا الأنور ، يعني المزية العظيمة والاعتناء الكبير. وهو أن السلطانة أذنت بطلوعه هو وأصحابه إليها في الجزيرة التي هي فيها يوم الخميس الآتي ، يعني خامس رجب وأخبره بانور آخر والتي في غده نعين له الوقت الذي يطلعون فيه ، فسرنا ذلك غاية ، لأننا لما دخلنا إلى اللوندريز وجدنا سلطانتهم انتقلت إلى جزيرة من جزر بلادهم بقصد تمريض ولد لها هناك كما قيل. والعادة عندهم أنها إذا خرجت من البلد لا تتلاقى مع أحد ممن يفد إليها حتى ترجع. ووجدنا هناك باشدورات آخرين من الأتراك والهند سبقونا بنحو شهرين ، ولم يتلاقوا بها إلى الآن ، وكان ساءنا ذلك غاية ، وكان ولد باشدور انجليز يطلب من الباشدور الإكثار من الخروج
__________________
(١) ٢٦ يوليوز سنة ١٨٧٦ م.
(٢) انظر نص كتاب الاعلام بالاقتبال الملكي ينزل Osburne يوم الخميس ٢٧ يوليوز سنة ١٨٧٦ م بالإتحاف ، ج ٢ : ٣٠١.