فقد بان صدقي ، وعندي فتاوي |
|
إن ذاك من معفو العترات |
وافتح بابا إلى التأويل ... وإلا |
|
فلنا رب يغفر السيآت (١) |
ثم أن سيدنا الرئيس اطلع على ما هنا من الدار النفيس ، وتأمل هذه القضية نظما ونشرا ، وفاح لديه طيب شداها صنعا ونشرا ، وتأمل في فصول ذلك القسم ، وسره حتى ضحك وابتسم ، فقال لا تثريب عليك ولا ضير ، فاستصلح بينكما والصلح خير ، ولا ترفع /٢٨٥/ ذلك لأحد من الولاة ، ولا تطالع به الوشاة ، وصنه صينة النفس الشحيحة بما لها ، واستره ستر الحسناء العفيفة بجمالها ، فرجعت القهقرا ، وتأخرت إلى وراء ثقة بعدله كما وعده وصرت لا أبالي بعد بمن قام أو قعد ، ولا أرفع رأسا لمن أبرق أو أرعد ، ولكن شرطت عليه أن يحضر خصمي ، ويشترط عليه عدم تمزيق رسمي ، لأن في تمزيق الرسوم تضييع الحقوق ، إذ ربما ينشئ عنها الإنكار والعقوق ، فكان بذاك كفيلا ، وكفى بالله وكيلا ، ثم المطلوب من الواقف على هذا الجمل الواهية الأساس المركبة على غير قياس ، أن لا يبادر إلى الإنكار ، بما تبديه بديهة الأفكار ، فإنك إن جلت في غربتي ، وتبين لك حالي وكربتي ، ولخرجت من فرقة الإنكار ، إلى فرقة من يلتمس الأعذار ، وصرت لي من خير الفرقتين ، وقلت عذرا لك يا من جسمه برومة (٢) والقلب بالعدوتين.
__________________
(١) قصيدته هذه يعترها بعض الخلل والتكسير ، لأن المؤلف يمارس نظم الشعر على سبيل المحاولة ، كتعبير ثاني لما سبق أن عبر عنه نثرا مسجوعا لتوثيق الحدث المسجل وتأكيده شعرا لجريان الشعر على الألسن وشيوعه بين الناس بكثرة ، ولو كان غير مستوف لأدواته الضرورية التي منها الوزن والإيقاع وكذلك الشاعرية.
(٢) هذه المستلمحة كتبت أثناء تواجد السفارة المغربية بروما لكن صاحب الرحلة أدرجها مع أنشطة السفارة بفرنسا.