آخر صورة التوءمين كيف يكونان في البطن رأس أحدهما عند رجل الآخر ، ثم صورة آدميين كبارفتح على بطونهم ، وصوروا صورة الأمعاء والقلب والكبد والرئة وغير ذلك ، وتبينوا جميع العروق التي في البدن القوية والضعيفة وكيفية تشابكها /٢٩٢/ في بدن الإنسان ، وفتحوا حتى على الرقبة والصدر ورسموا فيها ، مثال ما هو في باطن الإنسان من العروق والعصب واللحم ، ثم صورة آدميين آخرين رسموا فيها العظام لا غير وكيفية التئام بعضها ببعض من الرأس إلى القدم ، وكشفوا عن صورة العينين والأذنين والرأس وغير ذلك ، ثم وجدنا صورة آدمي واقفة لم يبق منها إلا العظام ملتئمة بعضها (١) ببعض ، وهي عظام حقيقية ليست مصورة ، تركوها مثالا ليتحقق الناظر أن ما صوروه هو موافق عندهم للواقع في ذات الآدمي ،ولم يكتفوا بهذه بل صوروا كبشا مسلوخا برأسه وقرنيه موضوعا على سرير مذبوحا ، فلو أوتي به بديهة لمن لا خبرة له به فربما يتمنى غذاءه منه ، ثم صوروا أنواعا من الحوت على أشكال مختلفة لا تكاد تحصى ، وفي قبة أخرى صور طيور غريبة الخلقة والسباع العادية والحيات العظيمة والتمساح والطيور الصغيرة التي في جرم البلوطة إلى النعامة المعروفة ، وكذلك الجراد فما دونه من الحيوان الذي على شكله ، كبوقفاز منه أشكال في مرءات خاصة بهذا النوع ، وجل هذه الصور من الطيور والسباع كانت بوصف الحياة وبعد موتها حشيت وسقيت بالكافور ، وتركت في هذه الأماكن وجعل لها من يتعهدها ويتفقدها في تلك القبة العظيمة ، وانظر ما ألجأهم إلى ذلك وما جعلهم عليه و ـ «لو شاء ربك ما فعلوه».
ثم خرجنا من هذه الدار وتوجهوا بنا إلى دار من ديار المخزن ، ينزل فيها كبير دولتهم حيث يكون في هذه المدينة ، وهي دار (٢) عظيمة كأنها حومة في مدينة لأنهم لم يكتفوا في وضعها في تربيعة واحدة ومحل واحد ، بل عمدوا إلى مواضع مربعات وبنوا فيها قصور وقببا ، وتركوا الطريق لناس من بينها ، وأشركوا بعضها ببعض من
__________________
(١) يقصد الهيكل العظمي لجسم الإنسان.
(٢) يقصد المدينة العتيقة التي توجد وسط مدينة فرنسي.
L\'EncycloPédia Grolier) Milano (, vol 8: 14.