«... واستنبطوا عقوبة للسارق ، وذلك أنهم اتخذوا صندوقا مقسوما نصفين ، مقبوضا من غاربه بقريقيات ، وفتح لوحته العليا دائرتين نصفهما في كل نصفي اللوحة الفوقية ، يفتح هذا الصندوق ويدخل إليه السارق ويسد على ما فوق ركبتيه ، وتغل يداه بين خشبتين منصوبتين فوق الصندوق ، ثم يضرب بسياط خمسين سوطا بين كتفيه ، وقد نزعت ثيابه ، وصاحب السوط يضرب به بغاية جهده ، وصفة السوط قضيب رقيق ، طوله يزيد على ذراع يسيرا في رأسه جلدة ركب فيها تسعة خيوط من القنب الرقيق فيها ، عقد طول هذه الخيوط كطول القضيب ، قيل كل ضربة به يتفجر منها الدم ، وأن من ضرب به خمسين سوطا يموت لا محالة.»
نص الرحلة ص ٢٧٧
«ورأينا في نسائهم حياء كبيرا لأنهن يرفعن إلينا من بعد ، فإذا قربن ووقع بصرنا على إحداهن نكست بصرها إلى الأرض.»
نص الرحلة ص ٢٨٢
«... فبينما نحن مارون بتأن ومهلة إذ رأينا شعاعا عظيما خارجا من كوة عالية في جدار مرتفع ، جرم تلك الكوة مستدير فيما يظهر كجرم الشمس والشعاع كشعاعها ، إلا أنه أبيض يميل إلى الخضرة ، ويمكن للإنسان إمعان النظر فيه ، وبانتشار ذلك الشعاع انتشر الضوء على جميع تلك الخلائق الذين كانوا هناك حتى كأنه النهار ، ويرى البعيد منهم كما يرى القريب ، ويرى ظلال المارين على الأرض وبالجدران كما ترى الظلال بالنهار ، وتعجبنا من عقول هؤلاء الشطار كيف تخيلوا وصيروا الليل كالنهار، وليس ذلك من قبيل قلب الأبصار والأعيان ، بل هو محقق الوجود ظاهرة للعيان ...».
نص الرحلة ص ٣٥٥